#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
يفتحُ اللبنانيُّ عينيهِ صباحاً ، يتصفحُ الصحفَ ووسائلَ التواصلِ الإجتماعي ليعرفَ ماذا يجري من حولهِ في هذا البلدِ الذي حوّلهُ حُكامهُ إلى جحيمٍ ، تطالعهُ صورٌ عن سلعٍ وموادَ غذائيةٍ مصدَّرةٍ من لبنان إلى بعضِ الدول بينها تركيا والكويت ، سلعٌ موجودةٌ على الرفوفِ في السوبرماركت مكتوبٌ عليها :
" منتجٌ مدعومٌ من وزارةِ الإقتصادِ والتجارة" !!!
هل من وقاحةٍ أكثرَ من هذهِ الوقاحة ؟
هل من سمعةٍ أسوأ من هذهِ للبنان ؟
هل من مخالفةٍ للقانون اكثرَ من ذلك ؟
***
يدعمُ مصرفُ لبنان بعضَ السلع ، وقد وصل عددها إلى 300 سلعة .
فيتمُ تصدير 75 % منها إلى الخارج ليستفيدَ منها عددٌ من التجارِ وعددٌ من الوكلاءِ :سلعةٌ مدعومةٌ تباعُ في لبنان بعشرةِ آلافِ ليرةٍ ، تُباعُ في تركيا بعشرينَ دولاراً ،
يستفيدُ التاجرُ او الوكيلُ من سعرها في تركيا ، فيحصلُ على دولاراتٍ ويُبقيها في الخارج طالما انه سيأخذُ من مصرفِ لبنانَ ليعودَ ويستوردَ السلع !
ما هذهِ العقولُ المسيئةُ؟ "حدا بيقلَّك تاجر"؟
فإلى متى سيبقى هؤلاء يهدرون دم الشعب ؟
***
كل ما هو مدعومٌ يتم تهريبهُ إلى الخارج .تصوروا مثلاً ان " الكاجو " مدعوم !!!
هل تعرفونَ لماذا ؟
ليس لأن واضعي لائحةِ الدعمِ قلوبهم على المستهلِكِ اللبنانيِ وعلى جيبهِ أو لأنه يُحب الكاجو ، ابداً ، لأنهم يريدونَ إعادةَ تصديرهِ والإستفادةَ من الـــ fresh dollar وإبقائهِ في الخارج ، ثم طلبهُ مجدداً من مصرفِ لبنان .
على فكرةٍ أين وزيرُ الإقتصاد، الان اعلمناهُ ماذا يحصلُ ، ما الخطوةُ العلنيةُ التي سيأخذها؟
ولكن أين كبساتُ مصلحةِ حمايةِ المستهلك ؟
ولأننا صوتُ المواطنين ، فإننا نطلبُ منكم ما يلي :
ان تستدعوا تجارَ او وكلاءَ السلع التي ظهرت على الرفوفِ في تركيا والكويت وغيرها من الدول .
ان يتم تغريمهم بقيمةِ البضائع التي تمَّ تصديرها ، وهذا يظهرُ في كشوفاتِ التصدير.
***
وما ينطبقُ على السلعِ الغذائيةِ ينطبقُ على الدواءِ ، فكما هناك تهريبٌ للسلعِ الغذائيةِ المدعومةِ ، هناك تهريبٌ للدواءِ .
لكنْ حذارِ ان ترفعوا الدعمَ!عالجوا التهريبَ وافرضوا غراماتٍ باهظةً على المهربين وابقوا الدعمَ لمن يستحقونهُ .
حقاً جعلتمْ الشعبَ يعيشُ معكم وكأنهُ في القرونِ الوسطى.