#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
والمعنى مهما بسّطناهُ على الرأي العام، يبقى موجعاً، مؤلماً، وكابوساً..
الظاهرُ ان ليسَ هناكَ "أشطرُ" من الطبقةِ السياسيةِ الفاشلةِ لجهةِ اذاعةِ واشاعةِ التطميناتِ من إن التحقيقاتِ القضائيةِ للمرفأ تحتاجُ الى خمسةِ ايامٍ، أو تأليفِ الحكومةِ بعد يومين، او آخرَ الاسبوع ، او الاسبوعُ المقبل وبورصةُ التفاؤلِ تصعدُ وتهبطُ والتشاؤمُ ليس موجوداً لعدةِ اسبابٍ:
اساساً الطبقةُ السياسيةُ الفاشلةُ علامَ تتشاءم؟
هل ينقصها المالُ، لا اطلاقاً؟ هل ينقصها طحينٌ، دواءٌ ، ماءٌ غيرُ ملوثٍ، رواتبُ ، مخصصاتٌ؟
ربما خفّ دخلهم من كثرةِ تجاوزاتهم بالهدرِ والفسادِ، ولم يبقَ حتى لهم متوفراً.
ظاهرياً وببساطةٍ وبالتأكيد ستعيدونَ اموال الناسِ دون منَّةٍ منكم.
قولوا ما تشاؤون، تفلسفوا، تبارزوا على شاشاتِ التلفزة، تهرّبوا مهما استطعتمْ، الخلاصةُ بالنهايةِ وليست بالبدايةِ.
مالُ الشعبِ الذي ضيعتموهُ هدراً وفساداً: مشاريعُ وهميةٌ و"سلبطةٌ"،سيعودُ لأنه موجودٌ إن بالداخلِ، او بجزرِ القمرِ، لكنه موجودٌ وبحساباتكم .
هذا بالظاهرِ اما بالمستورِ يا ويلكم الى أين اوصلتمونا .
***
من الآخر:
لا حكومةَ في المدى المنظورِ او البعيدِ ، والرئيسُ المكلفُ طبعاً على علمٍ لكنه ظاهرياً يحاولُ ان يروي بعض نقاطٍ تفاؤليةِ للناسِ .
اذاً الظاهرُ والمستورُ، لا حكومةٌ ،
كتبنا ورددنا مراراً وتكراراً: لا تفوّتوا الفرصةَ الفرنسيةَ، مع ان فرنسا ضليعةٌ بالبروتوكول والرئيس ماكرون اصرَ على جمعِ الفرقاءِ اللبنانيين في قصرِ الصنوبرِ في بيروت،لا جدوى معكم.
بدأتمْ باكراً جداً تحويلِ مأساةِ البلدِ، وكأن الصلحَ غداً والتطبيعَ بعدَ غدٍ.
لو شكلّتم حكومةً من جميعِ الاطرافِ ووقفتم صفاً واحداً ، بما هو من مصلحةِ لبنانَ الوطنِ،
لكن عندكم الحصصَ والحقائبَ أهمُ من تحسينِ وضعِ البلدِ... وبالتالي الشعب .
***
من غيرِ المسموحِ لا بالمسؤوليةِ تجاه الرأي العام، ولا بالمصارحةِ بالمنطقِ وابداءِ الرأي الحر...
الى ان نتطرقَ الى فرضِ العقوباتِ الاميركيةِ على الوزير السابق جبران باسيل تحديداً.
كما هو حالُ البلدِ للأسفِ الشديدِ، كل شيءٍ فيه مقسومٌ ومُقسّمٌ، نصفهُ مبتهجٌ حتى الشماتةِ، والنصفُ الآخرُ يتبنّى بثباتٍ بأن باسيل لا يريدُ التفاوضَ الاّ بما هو برأيهِ مصلحةُ البلد، لذلك عاقبوهُ بأشدِ العقوباتِ السياسيةِ والماليةِ.
والحقيقةُ ان الوزير باسيل شخصياً كما أسهبَ بمؤتمرهِ الصحافي امس، الافضل ان يتكلمَ دون سواه، لألفِ سببٍ وسبب اولاً "ثقلُ الدم" لدى المزايدين "بطرش البويا"،وثانياً لأن ليسَ هناك أشطرُ منهُ ان يدافعَ عن نفسهِ بنفسهِ،لأنه مُدركٌ لكل التفاصيل.
***
اما الشعبُ المحبطُ، اليائسُ، المتعبُ، المقهورُ، والمفلسُ، ما تعنيهِ كل هذهِ الخضّةُ؟
كيف يستمرُ البلدُ وناسهُ في جهنمِ الحمراء بلا حكومةٍ ولو شكلياً، الرئيس الحريري استقالَ وندمَ وعادَ ولن يكررَ خطأهُ بالاستقالةِ، لكن لا احدَ يعلمُ بعلمِ الغيبِ.
اما العقوباتُ على جبران باسيل فوقعها سياسياً يأتي اقوى واشرسَ على عدمِ قدرةِ سعد الحريري ان يؤلفَ حكومةً، اذ أتتهُ رسائلُ جازمةٌ بمنعِ دخولِ حزب الله في الحكومةِ،وبالتالي على فريق رئيس تكتل لبنان القوي، الى ان تنجلي ما هي اثباتاتُ ملفاتِ العقوباتِ الماليةِ؟
اما بالعودةِ الى حكومةِ الرئيس السابق د دياب في زمن وجودها كحكومةٍ اصيلةٍ وليسَ حكومةَ تصريفِ اعمالٍ، كانت فاشلةً، عاجزةً، مملةً، مستقيلةً من كلِ الحلولِ قبل ان تستقيلَ.
قبلَ ان يُفضَحَ المستورُ بتفاصيلهِ.. يا "فاسدي الفساد":
أعيدوا اموال الناسِ الى المصارف دون ضجةٍ حتى بتحاويلَ ليليةٍ "ماشي الحال"،
لا مجالَ ولا مَحالَ ولا فرصةً من دولِ العالم العربي والاوروبي او الدولي، لدعمِ لبنان، الاّ من مالِ الفاسدين أنفسهم ونقطةٌ على السطر .
***
مأساةُ لبنان واعادةُ احيائه،
تكلّفُ اعادتكم حضراتِ الطبقةِ الفاسدةِ لمئةِ مليارِ دولارٍ ،بخوفٍ من ربّكم، بضميرٍ، بسرعةٍ،وبالمستورِ والسترةِ، قبل فواتِ الاوان.
وظاهرياً لم يعد باستطاعتكم ان تتمتعوا باموالِ الشعبِ التي سلبتموها...
"فشرّفوا" باعادتها ...