#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اليومَ نكتبُ بروحٍ غاضبةٍ، لأننا شعبٌ حضاريٌّ تعرضنا للإذلالِ عمداً وقصداً ، مِمَّنْ وكيف هبطوا علينا؟ ينطبقُ عليهم، مثلُ جائحةِ الكورونا التي ضربتْ بلدنا كما كلِ بلدان العالم دون استثناءٍ.
اضافةً الى اننا أُصِبنا اكثرَ من الكورونا بنارِ جهنم...
الحاكمون بالذلِّ والفوضى والجهلِ وعدمِ الرؤيةِ، والحصص والمحاصصة، وسوء وعدم العلمِ بالادارةِ في كافةِ مرافقِ واداراتِ الدولةِ: إذلّونا ،نحنُ الشعبُ ، البطلُ باجبارنا على تحمّلهم..
عقدٌ نفسيةٌ تكلمنا عنها مئاتِ المراتِ، وسنستمر بالكتابةِ، حتى نهايةِ "الإذلالِ" ، وسينتهي يوماً ما .
***
ما دخْلُنا نحنُ الشعب يا " حاكمَ المالِ " في مصرفِ لبنان ؟ الشهاداتُ الماليةُ قد تكون طبقتها علينا نحنُ الشعبُ بالمقلوبِ، ما دخْلُنا بكم وبهم؟
كيف يحقُ لكم ان تقتربوا من عرقِ جبيننا وتحجزوا جنى عمرِنا ؟ بعدما هدرتم ، بالتكافلِ والتضامنِ ، "الحاكم بالمالِ" ، كلَ اموالِ الشعبِ في سبيلِ دولةٍ اساساً مهترئةٌ .
كل يومٍ تُتحفنا بتعميمٍ يُذلّنا اكثر، ما مشكلتكَ مع الشعبِ، اذا كنتَ "مأموراً" غبَّ طلب الحكوماتِ المتعاقبةِ، فلماذا لم تستقلْ لتخرجَ من تحتِ سطوتهم؟
كان من الشرفِ الرفيعِ ان تستقيلَ منذ سنواتٍ، ولا تُذِلُّ شعباً حضارياً بكاملهِ ، لأنهم أمروكَ وفرضوا كل مطالبهم.
لا دولار، لا ليرة ، السحوباتُ اصبحت محدودةً باللبناني على الناسِ، ومن الفئاتِ النقديةِ الصغيرةِ التي يتم طبعها والتي تُشكل اساءةً للنظرِ ومصدرَ اذلإلٍ للناسِ.
كيف يأكلونْ ، يشربون، يدفعون ما عليهم من المدارس وصولاً الى فواتيرِ المولدات الكهربائيةِ ، كل هذا لا يعنيكَ ولا يحرِّكُ قلبك القاسي الى درجةِ التحجّرِ .
ما مُصيبتنا معكم نحنُ الشعبُ اذا كانت الحكوماتُ المتعاقبةُ تأمركم بالاقتراضِ .
غريبٌ وعجيبٌ كيف سرعانَ ما تُلبي طلباتهم بحرارةٍ وسرعةٍ وحتى بابتسامةٍ.
***
ويستمرُ إذلالنا بسوءِ ادارةِ الدولةِ ، وهناك براهينُ لا هروبَ من مصداقيتها:
1- طلب وزير التربية الدكتور طارق المجذوب استصدارَ مرسومٍ يحفظُ موقعهُ كقاضٍ في مجلس شورى الدولة، كما صدر مرسومُ ادخال الوزير حسن والوزيرة يمين إلى ملاكِ الجامعةِ اللبنانية .
حكومةُ تصريفِ الاعمالِ التي فشلت في كل شيءٍ ، لا تهتمُ الاّ بمصالحِ وزرائها ... ثلاثةُ وزراءٍ في مرسومٍ واحدٍ فيما مئاتُ الاساتذةِ المتفرغين في الجامعةِ اللبنانية ينتظرون إدخالهم في الملاكِ .
***
2 - وايضاً:
الصفوفُ الطويلةُ امام السفاراتِ تَدحضُ كل الاكاذيبِ عن ان الهجرةَ ضعيفةٌ . الازدحامُ الاكبرُ امام السفارة الكندية بعدما رفعت الحكومة الكندية عدد الذين ستقبلهم للهجرة اليها . حتى ان خط بيروت - دمشق مزدحمٌ بالعائلات اللبنانية التي تقدّم طلباتِ الهجرةِ الى اوستراليا .
***
3- وأكثرُ :
بعد هجرةِ الاطباءِ والممرضين والممرضات ، جاء دورُ اساتذةِ الجامعاتِ خصوصاً بعد قرار عددٍ من الجامعاتِ الخاصةِ الإقفال ، وهناك جامعاتٌ خاصةٌ أقفلت صفوف السنواتِ الاولى ، ما يعني انها تُكمل الصفوف المتبقية تمهيداً للإقفال .
***
4- لبُّ القهرِ :
الانهيارُ المتدرجُ لقطاعِ التأمين :
منذ ازمةِ المصارف ، وقطاعُ التأمين يعاني مشكلةً كبيرةً في تلبيةِ زبائنه ، وقد ازدادت هذه المشكلة بعد انفجارِ المرفأ والعاصمة بيروت وجوارها .
هذا الوضعُ سيدفعُ الكثير من شركاتِ التأمين الى الإقفالِ بالتزامنِ مع الإفلاس .
***
5 - اكثرُ ما كان يفيدنا ويكاد يقضي علينا وعلى كافةِ الشركات.
اذا انهارَ قطاعُ التأمين، فإن قطاع الاستشفاءِ سينهارُ بالكامل . سيكون صعباً جداً على أي مريضٍ دخولُ المستشفى اذا لم يكن لديه تأمينٌ،لكن أين التأمينُ اذا كانت الشركاتُ ستشهرُ إفلاسها ؟
***
6 - ونغصُّ عندما ننظرُ الى :
قطاعِ الفنادق على شفيرِ الانهيارِ :
لا سياحةَ ، لا مؤتمراتٍ ، لا نزلاءَ ، الإقفالات تتوالى ، وهي تبقى أوفرَ من الاستمرارِ، لأنها لا تحمِّل المالكين والشركات اعباءَ ومصاريف الرواتبِ والصيانةِ والكهرباء وغيرها .
***
ماذا تريدونَ سعادة "حاكم المال" واهلِ الطبقةِ السياسيةِ اكثر من ذلك الامعانِ في القهرِ على جميعِ الاصعدةِ ؟
لم تعد الانهياراتُ بالمفرق ، بل اصبحت بالجملةِ ، ولا بصيصَ في الأفقِ يمكن ان يجعلَ " دولاب التشاؤمِ " يدورُ في الاتجاهِ المعاكس .
***
سعادة "حاكم المال" المتحكّمِ برقابنا ، ان إداءكم لاغراقِ السلطةِ التنفيذيةِ بطلباتها من المال ،قد أدى بالأرملةِ الى خسارةِ أخرِ فلسٍ لديها ، وصولاً الى الاهتراءِ ...
وكفى لليوم!