#الثائر
ترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ، قداسا احتفاليا في كنيسة سيدة الدر في المختارة، لمناسبة السنة اليوبيلية ومرور 200 سنة على بنائها وبدء الخدمة الراعوية فيها، وافتتح رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط والمطران العمار معرضا للصور والوثائق القديمة.
عاون المطران العمار في الذبيحة الالهية المونسنيور مارون كيوان، ممثل الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله هاشم، أمين السر العام الاب ميشال أبو طقة، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، الأب روبير سمعان وكاهن الرعية الاب عيد بو راشد.
وشارك في القداس ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط الدكتور ناصر زيدان، النائبان نعمة طعمة وفريد البستاني، ممثل النائب فريد هيكل الخازن عماد الخازن، الوزير السابق ناجي البستاني، النائب السابق مروان حمادة ورئيس بلدية المختارة روجيه العشي وشخصيات.
وخلال القداس تلا الخوري أبو كسم البركة الرسولية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ثم ألقى المطران العمار عظة شكر فيها كل من ساهم باليوبيل السنوي "المبارك والذكرى المئوية لا سيما كاهن الرعية والمعرض حول الكنيسة الذي يعكس جمالها وتعاون أهالي المختارة جميعا كي تبقى الكنيسة جميلة بكل أبعادها من الهندسي والانساني والديني والحضاري".
وأضاف: "لم نأت لنتحدى كورونا مع أخذ الاحتياطات اللازمة، لكن المناسبة تستوجب تحديها بحكمة لاحياء هذه المناسبة، ونحتفل اليوم بثلاث مناسبات أولا عيد جميع القديسين ما يذكرنا بآبائنا القديسين الذين أحبوا الله وكانوا المثال كيف أن المؤمن يحب أخيه الانسان تطبيقا للايمان بالله، والظرف الذي جمع العيد باليوبيل مقدس ومضاعف بانتمائنا جميعا إلى هؤلاء القديسين، والثانية الاحتفال ببداية السنة الطقسية المارونية بحياتنا برأس السنة أحد تقديس البيعة كي نجدد التزامنا بالله عبر القداسة وكذلك طيلة السنة تثبيت الالتزام بوصايا الله ومحبتنا لبعضنا البعض. والثالثة في المختارة لمرور 200 سنة على تأسيس كنيسة سيدة الدر، واليوم بهذه المناسبة نذكر كل أبناء البلدة الذين كانوا يعيشون بثبات في محبتهم المسيحية ومع إخوتهم في هذه المنطقة، وهم كثر لان المساهمة بعيش الحياة المسيحية عبر الاخوة لبعضنا البعض ليس بمساهمة أبناء البلدة فحسب وإنما كل أبناء البلدة وأشخاص من مناطق اخرى كلهم ثبتوا الحضور المسيحي في البلدة، والكنيسة شاهدة على التعاون الاخوي، وقبل 200 سنة أيضا كنيسة سيدة الانتقال لاخوتنا الروم الملكيين الكاثوليك موجودة وشاهدة كذلك على هذه المحبة وتعاون الكنيستين مع أبناء المنطقة والمسؤولين بهذه البلدة والمنطقة، ولبنان هو من خلق روح الاخوة التي نحب عيشها بالمنطقة بكل ابعادها".
وتابع: "طيلة ال200 عام التي عشناها لم تكن سهلة وبدون ألم أحيانا، لكن إذا ما نظرنا للالم لعائلات قليلة في البلدة مرت بها نرى أنها قليلة جدا وظروفها كذلك، والمميز أنه بعد ظروف الالم أشخاص تأتي لتقول ليس هذا التعبير الحقيقي عن وجودنا بهذه المنطقة، وهؤلاء بتعاونهم كانوا يحيون الحياة الحقيقية للسلام والخير، وعندما نقرأ في التاريخ عن هؤلاء نراهم أبناء الحياة والسلام والخير والتعاون، الاشخاص القياديون هم من أعادوا تثبيت الحياة في المنطقة وهم أكبر بكثير ممن كانوا يحاولون التسبب بالالم. على هذا الاساس يجب أن نبقى سويا لان يد الشر لن تقف أكان من خلال مجموعات أو دول أو افراد حاليا كي يبقى الشر حاضرا، لذلك علينا بالتعاون بكل مشاربنا كي نقول لا لهذا الشر أكان يأتي من خلف دولة أو مؤسسة أو أشخاص لان هذا الشر ليس من تاريخنا وحضورنا المحب، لذا علينا أن نكون متيقظين دائما كي نبقى نقول لا للشر الذي يمكن ان يتربص بنا".
وختم: "الاخوة الحقيقية التي عاشها أبناء المختارة حتى في أحلك الظروف لم تكن غائبة عن أهلنا ومسؤولينا، وهذا يعني أنه من 200 عام الى اليوم ما يعلمنا إياه الرب ويوصينا به وما نتلقفه من عاداتنا وتقاليدنا وحكمتنا وتاريخنا رسم للطريق بالخير والسلام الموجودين به، ربما يكون لنا جميعا في الوطن شهادة حقيقية. تعالوا جميعا نتعلم من تاريخنا وأخذ العبر نعلمها لاجيالنا المستقبلية لكي يبقى هذا الخير الذي عاشه ابناؤنا في البلدة والمنطقة هو المسيطر والنور والسلام الحقيقيين".
بو راشد
وألقى الاب بو راشد كلمة شكر وترحيب، وقال:"لا تغيب عن لقائنا اليوم ذكرى المصالحة التاريخية التي تمت خلف هذه الكنيسة، بين مثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والأستاذ وليد بك جنبلاط الذي ما زال صدى كلمته في 4 آب 2001 يتردد في آذاننا وقلوبنا عندما قال حرب الستين ورواسبها انتهت إلى غير رجعة، وحرب الجبل لا رجعة لها، فكفانا اليوم متاجرة بالنفوس، وكفانا استذكارا لرواسب الحروب، فلننطلق لنبني وطن السلام والعيش معا، واضعين نصب أعيننا مصلحة الوطن، منادين بالمحبة المحاورة التي هي وحدها قادرة على الارتفاع فوق جبال الأنانية القاتلة، طالبين من أمنا مريم سيدة الدر أن تدر علينا من نعم إبنها، فنعيش بأمان وسلام".
المعرض
وحضر النائب جنبلاط يرافقه وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز من المختارة، ووكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور عمر غنام، وغرس والمطران العمار أمام صالون الكنيسة شجرة زيتون رمزا للسلام، وقصا شريط افتتاح المعرض تحت عنوان "كنيسة المختارة عبر التاريخ"، نظمته لجنة وقف رعية سيدة الدر، لمناسبة يوبيل 200 سنة على بناء كنيسة سيدة الدر في المختارة من قبل الشيخ بشير قاسم جنبلاط، وبمسعى من راعي الأبرشية آنذاك المطران عبدالله البستاني وأيام رئاسة البطريرك يوحنا الحلو، ويتضمن مجموعة من الصورالقديمة والجديدة، ومجموعة من الكتب السريانية والعربية القديمة المحفوظة في الرعية، ووثائق ومراسلات كنسية وراعوية، بالإضافة إلى مجموعة من الأواني الكنسية والبيتية.