#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أخبرونا يا جماعةَ الصمتِ والتكتُّمِ، ماذا تفعلونَ في الخفايا، وماذا تُحيكونَ من خُطَطٍ؟
لا نفهم شيئاً عليكم، ولا نعرفُ مَن هم "الجهابذةُ" الذين سيكونونَ محظوظينَ بلقبِ "أصحابِ المعالي".
وحتى الصراعُ على الحقائبِ، أين راحَ واختفى؟
فقط نسمعُ كلاماً رنّاناً عن الإصلاحِ والإنقاذِ المالي، ولكن، نحنُ "الملدوعونَ" منكم سنواتٍ وسنوات، كيف نصدِّقكم؟
***
قبلَ أشهرٍ، كتبت صحيفةٌ أميركيةٌ تقريراً عن الطبقةِ السياسيةِ في لبنان،وسألت:
هل هناكَ أملٌ في أن تتولّى هذه الطبقةُ نفسها مَهمَّةَ الإصلاحِ؟ واستنتجنا ما يأتي:
"لا يمكنُ تنظيفُ البيتِ بأدواتٍ غيرِ نظيفةٍ".
ربما يكونُ قاسياً هذا الكلامُ. ولكن، أليسَ الجوعُ والإحباطُ والقهرُ التي يعانيها شعبنا أقسى منه؟
***
يُقال: المكتوبُ يُقرأُ من عنوانهِ. ومن العنوانِ، واضحٌ أن "الطبخةَ" هي نفسها "طبخةُ" حسّان دياب، "لا راحت ولا إجِت".
مِن أين تأتي محاربةُ الفسادِ إذا كان الوزراء محسوبين على طوائفهم.
وكيف سيسمحُ لهم بفتحِ الدفاترِ والحساباتِ والسجلّاتِ وكشفِ الفضائحِ التي أوصلتْ إلى الخرابِ؟
هل نصدقُ انكم بأنفسكمْ ستقطعونَ رؤوسكم؟
***
هذه الملياراتُ المهدورةُ في جميعِ المرافقِ العامةِ ،وكافةِ التوظيفاتِ في القطاع العام،
هل ستكشفُ الحكومةُ العتيدةُ مهاربها وتستردّها، أم "عَفا الله عمّا مضى"؟
صندوقُ النقدِ الدولي لن يضعَ يدهُ معنا إلا وفقَ خطةٍ شفافةٍ توحي للعالمِ بالثقةِ.
فهل ستلتزمونَ قواعدَ الشفافيةِ أم ستحاولونَ "تطبيقَ" الصندوقِ؟
وهل صحيحٌ أنكم "تترجَّونَ" الفرنسيين والأميركان ليضغطوا على الصندوق، كي "يُلَحلِحَ المالَ" من دونِ إصلاحٍ؟
***
والأهمُ الأهمُ، كيف ستردّونَ لمن أفقرتم ولمتوسطي الحال مدَّخراتٍ أمضوا أعمارهم يجمعونها بالقرشِ الحلال، ليضمنوا شيخوختهم ومستقبلَ أولادهم؟
كيف ذلك، ولا نرى إلا صراعاً لحمايةِ مصالح الأقوياءِ، بين خطةِ دياب، وخطةِ المركزي، وخطةِ المصارف …
وفي النهايةِ، نخشى أن تقومُ الطبقةُ السياسيةُ ذاتها بإنقاذ رؤوسهم… اولاً واخيراً.
***
تقولونَ يا دولةَ الرئيس إنك "تجرعْتَ السُمَّ" في أن تكونَ وزارةُ المالِ للشيعةِ، هذه المرّة.
حسناً. قُولوا لنا:
ماذا نفعلُ نحنُ الشعبُ الذي تجرّع منذ سنواتٍ وسنوات؟ وكم تَحمُلُ صحتنا من انواعِ السمومِ؟
***
إذا كانت ستدورُ فصولُ المأساةِ - المهزلةِ مجدداً، فالوجعُ سيكونُ أقوى واقسى على كل الشعبِ.
فكِّروا جميعاً... قبلَ ارتكابِ الخطأ والخطيئةِ.
يا جماعةَ الطبقةِ السياسيةِ ذاتها ، حتماً ستختارونَ إنقاذَ أنفسكم قبلَ إنقاذِ البلدِ والناسِ !
لكنَ عينَ اللهِ سترعانا...