مقالات وأراء

خلاف المستقبل التيار يطيح بالإستشارات النيابية

2020 تشرين الأول 14
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

لم يكن ترشيح الرئيس سعد الحريري نفسه لرئاسة الحكومة مفاجئاً للعارفين بخبايا السياسة اللبنانية، لكن المفاجئ كان مستوى الخطاب الهجومي باتجاه جميع الأطراف، والشروط التي طرحها لتشكيل الحكومة، مما أوحى وكأنه يريد التفرد في تشكيل الحكومة، وهذا أمر لن توافق عليه الأطراف الأخرى مهما كان الثمن الأقتصادي الذي سيدفعه الشعب.

اختلفت موافق الأطراف من مبادرة الحرير ي تبعاً لمصالحها الخاصة. فالقوات اللبنانية ترفض أي تسوية بين الحريري والعهد، خاصة بعد أن شعر سمير جعجع بأن تدهور الوضع في البلاد، يتم تحميل تبعاته بشكل كبير للتيار الوطني الحر وسياسة رئيسه جبران باسيل، الخصم الأول لسمير جعجع على الساحة المسيحية.

لن تشارك القوات في أية حكومة، لأن المشاركة لن تكون لصالحها. فهي إن شاركت سيبقى تأثيرها ضعيفاً في الحكومة ومكاسبها بسيطة، كما أنها لا ترغب في إعطاء جرعة تنفس للعهد، الذي يزداد وضعه سوأ مع ازدياد التدهور الأقتصادي والسياسي في البلاد، وربما تُفضّل القوات بقاء حكومة تصريف أعمال حتى نهاية عهد الرئيس عون.

يدعم تيار المردة الرئيس الحريري، وبذلك يحجز حصته الوزارية ، كما يعلم سليمان فرنجية أنه سيحتاج لدعم الحريري في معركته الرئاسية المقبلة. لكن الحريري يحتاج إلى غطاء مسيحي أوسع، ولا تكفي موافقة المردة أو المستقلين كما طرح إيلي الفرزلي. والرئيس عون كان صريحاً عندما طلب من الحريري بعد لقاء بعبدا التفاهم مع باسيل.

لن يُسلّم التيار الوطني الحر للحريري شك على بياض، فبعد انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بدعم أمريكي وفرنسي، وبعد كلام الحريري التلفزيوني الذي قال فيه صراحة أنه لا يقبل دخول باسيل الحكومة، ولن يقبل حتى بحزبيين ولا بتسمية الوزراء من قبل الأحزاب، جاء الرد سريعاً من رئيس التيار الوطني باسيل الذي لم يستقبل وفد المستقبل، ورفض شروط الحريري في حطاب علني حاد، ولو حصل اتفاق المستقبل والتيار، لكان اليوم كُلّف سعد الحريري تشكيل الحكومة.

إزاء هذه الأجواء أجل الرئيس عون الإستشارات النيابية التي كانت مقررة اليوم لمدة أسبوع، رغم أنه كان يمكن أن تفضي إلى تسمية الحريري، بأصوات نواب تيار المستقبل وتيار العزم والثنائي الشيعي والمردة وبعض المستقلين، ووفقاً لبعض التقديرات كان العدد سيتجاوز ٦٤نائباً.

رفض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الطريقة التي تحدث بها الرئيس الحريري في مقابلته التلفزيونية، معتبراً أنه اختصر الاستشارات النيابية، وهذا تجاوز للدستور، لكن جنبلاط عاد وأرسل إشارات بإمكانية قبوله ودعمه لحكومة الحريري، شرط أن يتم إحترام حق الطائفة الدرزية والقوى الوطنية ، بتمثيل عادل في الحكومة، موضحاً أنه لن يقبل بحقيبة ثانوية وتهميش لدور الدروز.

وكانت قنوات الأتصال قد أعيد فتحها بين الطرفين، وتتوجت باتصال هاتفي أجراه الحريري بجنبلاط أمس، وكانت نتيجته إيجابية وفق بعض التسريبات.

فضّل حزب الله التريث أيضاً، فهو لا يريد تسليم الحريري ورقة التكليف قبل عقد تفاهمات واضحة معه بخصوص عدة نقاط، رغم أنه لا يعارض من حيث المبدأ، عودة سعد الحريري إلى الحكومة.

ليست وزارة المالية هي العقدة الوحيدة، فالحزب يريد وزارة الصحة والزراعة أيضاً، وباسيل يريد الاحتفاظ بالطاقة والخارجية وتسميةً وزرائه في الحكومة، والمردة يريدون الأشغال، والحريري يريد الداخلية والاتصالات، أما الشؤون الاجتماعية والتربية فقد يتنازل عن واحدة منهما لجنبلاط.

يقول المقربون من جنبلاط إن انزعاجه ليس بسبب تكريس العهد والحريري لأعراف جديدة في السياسة فقط، بل لأن الحريري عندما يعقد صفقاته مع العهد والتيار الوطني الحر وحزب الله، يتنكّر لجنبلاط، وهو يُصرّ على اعتبار الدروز أقلية ثانوية، وهذا ما فعله عندما فاوض على قانون الانتخاب، متناسياً ومتجاهلاً دورهم الرئيسي في بناء لبنان.

ستتكثف الأتصالات في اليومين المقبلين، ولا داعي لاستعجال الإستشارات النيابية، طالما أصبحت نتيجتها شبه محسومة بتكليف الرئيس الحرير، ولهذا السبب سيكون التفاوض معه أسهل الآن على شكل الحكومة، فالجميع يريد معرفة حصته قبل إعلان التكليف، ولهذا السبب تتوقع مصادر متابعة أن تولد حكومة الحريري العتيدة قبل نهاية الشهر، ولا داعي لانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمركية، طالما بات موقف الإدارة الأمركية معروفاً، خاصة بعد بدء مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل، والإشارات الإيجابية التي صدرت عقب ذلك، اتجاه لبنان، من عدة مسؤولين أمريكيين، وطالما الاتفاق الأمريكي مع طهران بات جاهزاً، بانتظار الوقت المناسب للأعلان عنه.

بعد عام على الثورة التي أسقطت حكومة سعد الحريري، ها هو يعود مع «كلن يعني كلن»، وفي الذكرى الأولى لثورة، حلم الكثيرون أنها قد تفضي إلى لبنان جديد، لكنها تشضّت وتحولت ثورات «غب الطلب». وقد نتساءل عن عام ضاع من عمر لبنان واللبنانيين، دفعوا ثمنه غالياً من جيوبهم ودمائهم ومستقبل أبنائهم، وما زال القطيع يسير خلف المرياع، الذي يحمل ناقوس الطائفية، ويوهم الجميع أنه يحمي حقوقها، بتعيين روبوتاته وزراء ونواباً، ينوبون عن الشعب ويحكمون علينا باسم آلهة المذاهب، المطوبين ملائكة وقديسين.

اخترنا لكم
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
اخر الاخبار
الهيئات الاقتصادية وكنعان يطالبان باسترداد مشروع موازنة 2025
المزيد
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل الحزب وقف النار
المزيد
المواجهات بين اسرائيل و"الحزب" متواصلة.. وإقامة مناطق عازلة في الجنوب؟
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
التدقيق المالي في عهدة البرلمان اللبناني
المزيد
قرار عن وزير الداخلية باقفال 115 بلدة وقرية بسبب كورونا... اليكم تفاصيله
المزيد
جعجع يشكك بمرشحي "المجتمع المدني"
المزيد
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 05-11-2020
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
راصد الزلازل الهولندي يحذر
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة