#الثائر
- " فادي غانم "
بات لبنان على شفير كارثة صحية بعد كارثته المالية والسياسية ، فبعد قرار ألإغلاق لمدة أسبوع ل ١١١ بلدة، لم يبدأ عدد الإصابات بوباء كورونا بالانحسار، بل ما زالت الأرقام ترتفع يومياً. وفي حين امتلأت المستشفيات واستنفذت طاقتها الاستيعابية، أصبحنا أمام مأزق حقيقي، وخيار من إثنين؛ إمّا العودة إلى الإقفال التام، أو ترك الوباء يتفشى وخيار مناعة القطيع.
أما ما هو أخطر من ذلك، فهو ما كشفته مصادر طبّية ل «الثائر»، عن أن دقة فحوصات كورونا هي بحدود ٩٠٪، أي أن هناك أشخاص مصابين وتأتي نتيجة فحوصاتهم سلبية، وفي هذه الحالة يتسببون بنشر الوباء دون أن يعلموا أنهم مصابون، وهذا يُشكّل خطراً كبيراً على أصحاب المناعة الضعيفة، الذين قد يدفعون حياتهم ثمناً لذلك.
في أوج مرحلة انتشار الوباء، تم اتخاذ قرار بفتح المدارس وعودة ١٥٠ الف طالب إلى مقاعد الدراسة، فما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ووزارة التربية والمدارس تحديداً؟ وما هي الضمانات الصحية التي تقدمها اللجنة التي اتخذت هذا القرار؟ مع العلم أنها نفس اللجنة التي أوصت بالإقفال لهذا الأسبوع لمنع انتشار الوباء.
الشيء ونقيضه وقرارات عشوائية بالجملة، ولا أحد مسؤول، فمن سيتحمل نتائج تفشّي الوباء بين الطلاب لا سمح الله؟ فهل هذا انفصام في القرارات أم انفصام في الشخصية، لدى بعض هؤلاء عديمي الخبرة والكفاءة في تحمل المسؤوليات الوطنية؟
ليس سهلاً إقفال البلاد وتعطيل مصالح الناس ، لكن عندما يكون الخيار، بين السلامة العامة، والانتحار الجماعي، فمن الطبيعي أن ينحاز العقلاء إلى قرار الإقفال، منعاً لانتشار كارثي للوباء.
كفى استهتاراً بصحة هذا الشعب ومصالحه، وكفاكم كلاماً عن إنجازاتكم الوهمية وقرارات همايونية. ولو لمرة واحدة توقفوا عن اتباع غاياتكم الرخيصة، وللتتشكّل حكومة إنقاذ بأسرع وقت ممكن، من نظيفي الكف وأصحاب الكفاءة والعقل الراجح، لعلها تُنقذ لبنان من المحنة التي اوقعتموه فيها، قبل أن تجرفكم ثورة حقيقية، ستكون هذه المرة عكس ما تشتهون.