#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لندعْ جانباً السياسةَ وثقلَ دمها من جرّائِكم وعلى حافةِ طرقاتكم ،
فإذا كرّهتمونا الحياةَ الحلوةَ البريئةَ الصادقةَ ، فإن كل النعوتِ البشعةِ والسيئةِ والكريهةِ تليقُ بكم .
منذ تبوأ اولَ حكومةٍ برئاسةِ "الامبراطور" الذي " يحبُ دَنْدَنةَ" الاغاني بصوتهِ الشجيِّ ،وعلى ايامِ الطربِ طار 11 مليار دولار ، بخطأ ماليٍ ومحاسبيٍ ، ولا مَن يُحاسب ، ولا يزالُ يُدنْدنُ.
***
وسارتِ الحكوماتُ واحدةً تلو الاخرى، وأسمحوا لنا بالقول" بيروح الشبعان بيجي الجوعان "،
طبعاً الاستثناءاتُ لكثيرٍ من رجالٍ شرفاء، نظيفي الكفِ ولولاهم لما بقي صوتٌ للحقِ .
أيُّ النعوتِ والدعواتِ تُحبّونها اكثر، وتعتبرونَ أنها الأنسبُ لكم؟
الله تعالى "يصطفل فيكم" وبهدركم وفسادكم وتسبّبكم في إفلاسِ البلدِ ؟
يا ويْلَكُمْ من رَبِكم؟
أينَ مصلحةُ حمايةِ المستهلك ؟ أينَ وزراءُ الاقتصادِ خاصةً آخرُ "فطحلٍ" في آخرِ الزمان،
الشعبُ يسألهُ:
هل هو مرتاحُ الضميرِ على غلاءِ الاسعارِ الفاحشةِ، هل يأكلُ ويشربُ ويدلّلُ نَفسهُ حين يرى الشعبَ المقهورَ من الغلاء ؟
***
كلُ البيوتِ اللبنانيةِ الحضاريةِ والعائلاتِ العريقةِ خفّضت مصاريفها الى الحدِ الأدنى، بعدما أخذتم وسرقتم ونهبتم وحوّلتم جنى عمرها في المصارف،
وهربتموهُ بالليالي إلى الخارج،وأما الذي أقرضتموهُ إلى السلطةِ التنفيذيةِ من دونِ وجهِ حقٍ ، ومع ذلك نتركُ "النعتَ" الذي ببالنا والذي يليقُ بكم، أدباً واحتراماً ، ان لا نقولهُ، من لياقتنا.
فالغلاءُ واضحٌ ومضاعفٌ حتى أصبح مضروباً بثلاثةِ أو اربعةِ أضعافٍ على أي صنفٍ من الاصنافِ ، حتى ما هو من صنعٍ محليٍ ، ونسينا كلَّ ما هو مستوردٌ .
***
لكن الى متى ؟
لننتظر رفعَ الدعمِ الذي بشرنا به "ملكُ" الهندساتِ الماليةِ العالمي الذي دَقت له إكراماً اجراسُ البورصةِ في نيويورك أكثرَ من مرةٍ ،
ربما لأنه أوصلَ البلدَ الى الافلاسِ من "غُنجهِ ودلعِهِ وتودّدهِ " لكلِ الحكوماتِ وصولاً الى خواتيمها... بجهنمٍ.
***
"كلُ النعوتِ" تليقُ بكم.
على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ، متعهدُ الجمهوريةِ المحظوظُ الذي كان يعملُ عند كبيرهِ...اصبح اليومَ مضربَ مثلٍ في تقديمِ الهباتِ للاعمالِ الخيريةِ!
كفى "زعبرةً" واستخفافاً بعقولِ الشعبِ اللبنانيِ البطلِ الحضاري!
وسؤالٌ على الهامشِ: تقديمُ الخير " من الجَمَل أذنو " من ايةِ كلفةِ صيانةِ نفقٍ مثلاً كلف ملياراتِ الدولاراتِ، من دون حسيبٍ او رقيبٍ ؟ من صيانتهِ عدة مراتٍ وبأكلافٍ باهظةٍ من جيوبنا ؟
***
ربما لهذهِ الاسباب لا احدَ يريدُ حكومةً ! لأنها ستعرّيهم وستكشفُ فضائحَهم !
تخيَّلوا لو جاء وزراءٌ مستقلونَ اختصاصيون، لديهم الجرأةُ لفتحِ كل ملفاتِ الوزارات التي فيها موازناتٌ كبرى وخدماتٌ وتنفيعاتٌ وتم كشفها كلها ، فماذا سيكونُ مصيرُ الطبقةِ السياسيةِ ؟
***
إذا كانت هناك من نصيحةٍ تُعطى للشعبِ اللبنانيِ الحضاريِ الغاضبِ ، فهي :
لا تتراجعوا عن مطلبِ محاسبةِ مرحلةِ الثلاثين عاماً بكلِ رجالِ طبقتها السياسية ، ولتكن محاسبةٌ للجميع ، فمَن يثبت تورطهُ فعليهِ ردُ المسروقِ، ومَن تثبتُ براءتهُ فليخرج بطلاً .
للشعبِ بذمتكم 300 مليار دولار منذ زمنِ حكومةِ "الامبراطور" ، وسنسترّدها ان لم نكن نحنُ، بل اولادنا ولو طالَ الزمنُ .
***
ورحمةً بالشعبِ إن وُجدت بقلوبكم،
لا تكثروا الكلامَ السياسي لتضيعوا حالةَ البلدِ المزريةِ، تارةً بالمبادرةِ الفرنسيةِ وتارةً بالعقوباتِ على ايران ، وطوراً الى ما بعد عودةِ الرئيس ترامب وتغييرِ السياسةِ اذا ما فاز بايدن،
هذا كلهُ كشعبٍ لا يرفُ لنا جفنٌ من أعيننا،
بعدما أفلستمونا وخربتم مصالحنا وبيوتنا وهجّرتم أبناءنا الى الغربةِ، وجوعتم شعباً باكملهِ، وأفرغتم ما كان لبنانُ الوطنُ يتغنى بهِ:
بلدُ العلمِ والمعرفةِ والحياةِ والثقافةِ ومستشفى الشرقِ الاوسطِ .
ما يعنينا، ويهُمُنا، وعلى بَالِنا، كل لحظةٍ،
أينَ نحنُ اليومَ بفضلكمْ؟؟