#الثائر
أسف الوزير السابق ريشار قيومجيان لأن "القيمين على البلاد لم يحسنوا الافادة من اليد التي امتدت لنا من الخارج للمساعدة، ولم يستجيبوا للمبادرات، بل تفننوا بهدرها وأضاعوا الفرصة تلو الأخرى".
كلام قيومجيان جاء خلال تمثيله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في قداس احتفل به الكاهن ايلي قزحيا في باحة كنيسة مار انطونيوس الكبير في وادي بعنقودين - قضاء جزين، لراحة نفوس "شهداء المقاومة اللبنانية" في البلدة بعنوان "باقيين"، في حضور منسق منطقة جزين في "القوات" جورج عيد ومنسق منطقة الزهراني عماد روكز ومخاتير وادي بعنقودين انطوان مخايل وبيصور نقولا عيد ووادي الليمون لبيب يوسف ورئيس مركز "القوات" في البلدة شارل ضاهر وعدد من الأهالي.
وعن إضاعة الفرص، قال: "أعلنا كقوات لبنانية منذ 2 ايلول 2019 ألا حل إلا بحكومة اختصاصيين مستقلين، ففوتوا فرصة تشكيل هكذا حكومة. ثم فوتوا فرصة ثورة 17 تشرين ومطالبة اللبنانيين في الشارع بالتغيير ومحاربة الفساد واستبدال الطبقة الحاكمة بطبقة جديدة تنقذنا من الواقع المالي والاقتصادي ومن الفساد والإدارة السيئة للبلاد".
أضاف: "للأسف لم يشعر بالناس المفجوعة والموجوعة جراء انفجار الرابع من آب في المرفأ، حيث امتزجت دماء شهدائنا بالضحايا الأبرياء الذي سقطوا في بيروت. للأسف فوتوا مساعي رئيس جمهورية فرنسا الصديقة للبنان ولم تتشكل الحكومة، على الرغم من الحاجة الملحة لها لإنقاذ الوضع. وعلى الرغم من الحديث عن مصالح، إلا أنه ما زال هناك قيم وناس تؤمن بصداقة الشعوب لبعضها البعض".
وتوقف عند طلب الأب قزحيا الصلاة للمسؤولين: "هو على حق، الصلاة ضرورية ولكن آن الأوان لأن نرفع الصوت ونطردهم من هيكل الوطن، إذ مع هكذا طغمة حاكمة لا خلاص للبنان".
وتابع: "المستقبل صعب بلا شك. لن أقول إنني متفائل ولكن أنا ابن الايمان والرجاء وسنتمسك بهذه الارض وبقاء لبنان. مرت نكبات وحروب ومجاعة وتهجير وإبادة ومذابح على أجدادنا، وعلى الرغم من ذلك بقينا وسنبقى لأننا مؤمنون بهذه الأرض وبكنيستنا وعلى رأسها البطريرك الراعي الذي يرفع عصاه في وجه من يريد أن يخسرنا لبنان وأكد ان هذا الوطن سيبقى بالحياد وبسياسة خارجية مستقلة وبطبقة سياسية غير فاسدة. نعم، سيبقى ما دامت هناك قوات لبنانية، فهي دوما مستعدة للحفاظ على الوطن وبناء دولة".
ونقل تحيات جعجع ودعمه لوادي بعنقودين، وهنأها بمحافظتها على أرضها وتراثها "وهي التي تشكل خير نموذج عن القرى والبلدات اللبنانية". وقال: "نحن هنا في وادي بعنقودين لأنها لنا كما الرميش وعين ابل والناقورة وكل الجنوب، كما عكار والقبيات وكل الشمال، كما زحلة ورأس بعبك والقاع والهرمل وبعلبك لنا. كما جبل لبنان وبيروت لنا. كل ضيعة من بلدات لبنان ستبقى لنا ونحن مستعدون للدفاع عنها لكي تبقى ضمن الوطن. يحكى عن نظام حكم جديد ولا مشكلة لدينا بتطوير نظامنا، ولكن شرط، أيا يكن النظام الذي سيعتمد، كل هذه الضيع ستبقى لنا وسنبقى متمسكين بال 10452 كلم2 وبكل حبة تراب في كل لبنان لأنها ارتوت بدماء الشهداء. فالأرض ارضنا والبلد بلدنا ولن نتخلى عنه مهما غلت التضحيات ومهما اضطررنا أن ندفع من دم وعرق وجهد في المستقبل".
وتابع: "من يخجل بماضيه لا يستطيع بناء مستقبله. نحن نتعظ من أحداث التاريخ ونفتخر بشهدائنا وبالمقاومة التي خضناها ولكننا لسنا أسرى الماضي، بل نستلهم من شهدائنا مزيدا من العزم والعنفوان والتضحية ونتطلع الى المستقبل. ضحوا بحياتهم لكي نبقى في هذه الارض ويكون هناك مستقبل مشرف لأولادنا من بعدنا. حين يتطلب الوطن التضحية سنكون على خطى شهدائنا ومستعدين لها".
وختم قيومجيان متوجها الى اهالي الشهداء: "مهما تكلمنا لا نفيكم حقكم، وأنا في الحقيقة أكبر حين تغمرني أم شهيد. أفتخر بأن هناك أناسا مؤمنون بأن دم اولادهم لم يذهب سدى بل استشهدوا ليبقى لبنان. نصلي وإياكم لأرواحهم ولكي نحافظ على الامانة التي سلمونا اياها، ومعا سنواصل مسيرتهم لإيصال لبنان الى شاطىء الأمان".
وكانت كلمة لضاهر قال فيها: "لكي نكمل مسيرة النضال المستمرة باقيين. من أجل بلدة قدمت شهداء أبطال في المقاومة المسيحية باقيين. من أجل أن تكون وادي بعنقودين فخر منطقة جزين باقيين".
وأكد "استكمال مسيرة من كانوا قبلي في رئاسة المركز وما بدأوه في القرية من مسيرة النهضة الاجتماعية والحياتية والإنمائية، والوقوف بجانب الاهالي من دون استثناء أو تفرقة".
بدوره، شدد قزحيا في عظته على معاني الشهادة، مشددا على أن "من كان قائده يسوع المسيح لا يعرف الخوف أو اليأس، فنحن مؤتمنون على أرض وطئها يسوع ورسالتنا فيها، على الرغم من الوجع والألم، إذ لا بد من أن تأتي القيامة".
وكان قيومجيان استهل زيارته وادي بعنقودين بوضع إكليل من الغار على نصب الشهداء، وختمها بتسليم دروع تذكارية إلى أعضاء اللجنة السابقة لل "القوات" في البلدة.