#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يا الله! ماذا فعل اللبنانيون ليستحقوا كل هذا العذابِ من سياسييهم؟
فخامة الرئيس يعِدهم بجهنم ...
ورئيس الحكومة يقول إنه يتجرَّعُ السُمَ ...
رئيس مجلس النواب يقول : سنبقى نُطالب بحقيبةِ الماليةِ ولو بعدَ مئةِ عامٍ ...
أما الاربعةُ ملايين لبناني، فهُم في جهنمٍ على الارض ، وهُم يتجرعون السُمَ كل يومٍ ، وهُم على قارعةِ الإنتظار لا احد ينظرُ بحالهم ...
***
كأن هناك قراراً بان تبقى الأمور على حالها من التعقيدات على كل المستوياتِ ! مَن اتخذ القرارَ ؟ داخليٌ أم خارجيٌ ؟ دولةٌ او حزبٌ ؟ استحقاقٌ معيَّنٌ منتظرٌ ، دوليٌ او إقليميٌ او عربيٌ أو محليٌ ؟ العِلمُ عند الله!
***
هل هي صدفةٌ مثلاً ان كلَّ شيءٍ عالقٌ ومعلّقٌ على الطبقةِ السياسيةِ الحاكمةِ المتحكّمةِ منذ 30 عاماً وغيرُ المبالية، ولا مهتمةٍ، وليست على دراية بشؤون إدنى حقوقِ الناس؟
تحقيقات أنفجارِ المرفأ تسيرُ بوتيرةٍ بطيئةٍ ، كأنها معلقةٌ ، وهناك علاماتُ استفهامٍ كبرى حول فرضيةِ ان يكون الإنفجار ناجماً فقط عن إهمالٍ ، وهناك استغرابٌ لحسمِ الامر لجهة ان الحادث غير مدبَّرٍ ، علماً ان عناصر كثيرةً في التحقيق لم تتبلور بعد .
هذا على المستوى العسكري والامني ، أما على المستوى السياسي والحكومي، فالامور ليست أفضلَ ، ايضاً كأن هناك عجزاً سياسياً أم قراراً بتعليقِ كل شيءٍ :
لا حكومةَ في المدى المنظورِ ، إلا إذا ..... وقد يكون المنظورُ موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل ، فهل سيبقى الوضع معلقاً حتى ذلك التاريخ ؟
وهل يحتملُ الناسُ قبل البلدِ ان يبقى الوضع معلقاً الى هذا الحد الدراماتيكي والطبقةُ السياسيةُ المرتاحة، الميسّرة، على وضعها المالي، لم تلحظ حتى الغلاء الفاحش المتنامي ؟
***
الشيءُ الوحيدُ الشغَّال هو فيروس كورونا الذي يضرب في كل اتجاهٍ ويشلُ أكثرَ من قطاعٍ بشكلٍ يضعُ معظم هذه القطاعاتِ في مهبِ المجهول .
القطاعاتُ الاكثرُ ضرراً وتضرراً هي : المدارس والجامعات ... مَن صمد منها يعاني تخبطاً سواءٌ في الإنتظامِ العام ، لأن الطلاب غير معتادين على" الأون لاين " ، وبسبب تفرقِ العائلات بعد سفر معظم الطلاب . وبسبب نزوحِ اكثر من ستين الف طالبٍ من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية ، فإذا اعتبرنا ان كل مدرسةٍ كانت تضم الف طالبٍ ، فهذا يعني ان ستين مدرسةً خاصةً على شفيرِ الإقفال .
ولا نكررُ أنفسنا بسردِ مآسي القطاعات التي تضررت من سياحيةٍ وتجاريةٍ ولن تشهدَ أيَ تحسنٍ في المدى المنظور.
مسكينٌ اللبنانيُ،
ومسكينٌ لبنان في حالةِ البؤس والعجزِ التي تفرضها عليه الطبقةُ السياسية.
كل الامور فيه معلَّقةٌ ومجمدةٌ، إلا الاوضاعُ السيئةُ فهي تتوسّعُ وتتمدّد كفيروسِ
الكورونا، ونتساءلُ بغيابِ المستشفياتِ المجهّزةِ والنقصِ بالعلاجاتِ، هل ارقامُ الاصاباتِ مبالغٌ فيها، ليستمرَ الدعمُ الصحيُ الخارجي... ولِمن؟؟
.