#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ندورُ في حلقةٍ مفرغةٍ موجعةٍ، لا حريقُ المرفأ ولا تدميرُ العاصمةِ بيروت غيّر شيئاً بالمعادلة، ولا زيارةُ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استطاعت ان تحلحل العقدَ القديمةَ الجديدة.
الخلافُ الذي قد يؤدي الى زوالِ البلد متوقفٌ اليوم على حقِ المداورةِ بوزارةِ المالية، او تكون عرفاً بعد الطائف للطائفةِ الشيعيةِ الكريمة.
اما من قُضي عليهم، من فقدوا منازلهم، من نالوا قسطهم من الشظايا وبالتالي التشويه...
من جاعَ، من هاجر من ألالم والمعاناة للأسف.
الناسُ مع الحسرةِ والقهرِ والحزن، آخرُ ما يهم الطبقةَ السياسيةَ السابقة والحاضرة.
موجةٌ باردةٌ عن حكومة مصطفى اديب تُبصرُ النورَ بمبادرةٍ فرنسيةٍ يُقابلها تسلّطٌ واعطاءُ المزيدِ من الوقت للمشاورات.
نعيشُ مع الرئيس المكلف "بالقطعة" من الخميسِ الى الاثنين، وتدورُ المحركاتُ مجدداً.
حتى للعنادِ والتعنّتِ حدودٌ عند مصيرِ الاوطان والناس،الاّعندنا كله مسموحٌ و"مكتّر"..
***
اشترط الرئيس سعد الحريري ان يُسمي الشخصيةَ التي ستتولى وزارة المالية وان كانت من الطائفةِ الشيعية ، لكن اتى رفضُ الرفضِ من قبل الثنائي الشيعي .
هذا كله في السياسة،وكل ما آلت اليه من اسبابِ انهيارِ البلد، و"مكمّلين" ما دام لا رؤيةَ داخليةً للخروجِ من الحلقةِ المفرغةِ المأساويةِ او التوافق .
***
علّةٌ ما بعدها علّة، فريقان عندما كانا متفقين،إفرغت خزينةُ الدولة وبالتالي جيوبُ الناس،
كانا وكأنهما احباءُ مثلُ العسل، واليوم يذكّروننا بالمثلِ الشائع: " الزواج اولهُ عسلٌ واخرهُ بصلٌ".
***
انتفض الشعبُ في 17 تشرين الاول مطالباً بأدنى حقوقهِ المعيشيةِ المهدورة ، وكرت المآسي واحدةٌ تلو الاخرى،
بالاضافة اتى التغييرُ الخارجي بالسلم، ليزيدَ الطينَ بلةً عندنا بين الافرقاء السياسيين.
زادَ الشرخُ شرخين،والقهرُ قهرين، والافلاسُ افلاسين، والمستقبلُ متروكٌ للتجاذباتِ والتداعيات، والأنكى العودةُ المخيفة وكأننا عدنا بعد اربعين عاماً الى الوراء الى كامب ديفيد عام 1978.
الى أسفلِ الدرجةِ الاولى من الفوضى والمماحكات والعقوبات، وحسب مصادر غير موثوقة "المثالثة" ويا تُرى بأي "عتبةِ" درجٍ تكون؟
وهل هي على أيامنا؟
والى كلِ ما هنالك من ملحمةِ لعنةِ وطن .