#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حتى ولو تكثفت الاتصالاتُ والاجتماعاتُ على خط بعبدا- عين التينة ومكانِ اقامةِ الرئيس المكلّف فلا تبدو الصورةُ زاهيةَ الالوانِ وتؤشرُ الى إنفراجاتٍ على صعيدِ تشكيلِ الحكومةِ.
المهلةُ التي اعطاها الرئيس الفرنسي تنقضي ومعها ربما قد تنقضي مصداقيةُ الرئيس ماكرون التي وضعها على طاولةٍ امام من اعتبرهم زعماءَ لبنان في قصر الصنوبر.
ولعلّ الاتصالَ ليل السبت بين ماكرون ورئيس مجلس النواب نبيه بري،
وما أسفر عنه لناحية اصرار بري على المالية في يد الشيعة وعلى تسميةِ من يتولاها اكبرُ مؤشرٍ على عمقِ الازمة التي سعى من كل قلبهِ وبكل عقلهِ وحنكتهِ اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام ان يحلّها من باريس لكنه بدا عاجزاً امام الاصرارِ الفرنسي على عدمِ التساهل مع الشروطِ والشروطِ المضادة التي يضعها اللبنانيون.
***
عملياً لن يقبلَ رئيس الجمهورية ان تُرفعَ اليه تركيبةٌ وزاريةٌ لا رأيَ له فيها، ويُنقل هنا عن احد المراجع قولهُ هل سيقبل على نفسهِ رئيس الجمهورية ان يُقال في يومٍ من الايام انه تنازلَ عن صلاحياتهِ الدستورية لأن الضغط الدولي اراد ذلك، ولان مجموعةً سياسيةً تستفيدُ اليوم كما في 2005 من الحشودِ الدوليةِ لمصلحتها للانقضاضِ على موقعِ الرئاسة الاولى؟
وعلى الخطِ نفسه:
وغداةَ العقوباتِ المرشحةِ للاستمرار وللتصاعد ولتشملَ اكثر من طرفٍ يبدو الثنائي الشيعي وكأنه متربصٌ امام محاولاتِ تقويضِ دورهِ ونفوذهِ في الحكومةِ والنظام تحت عنوانِ ورشِ الاصلاحات فيما يشتّم رائحةَ لعبةٍ دوليةٍ قد تمهدُ ما بعد الانتخاباتِ الاميركية للاقتصاصِ منه... فلماذا يُسلّم رقبتهُ اليوم، وهل هو خسرَ لهذهِ الدرجة حتى يستسلمَ كما تسألُ مصادرُ رفيعةٌ في الثنائي.
***
في الجهةِ المقابلة يريدُ فريقُ الرباعي الرئاسي السني ان يظهرَ بمظهرِ المسهّلِ وغيرِ المعطّلِ...
فتحت الغطاء الفرنسي والبركة المعطاة للرئيس المكلّف يسرحُ ويمرحُ الرباعيُ الرئاسي السني في ملعب مصطفى أديب، هم كما يُنقل عنهم لا يريدون شيئاً لهم ويريدون ان يسهلوا مهمةَ المكلّف ولكن في الوقتِ نفسهِ تحت سقفِ برنامجِ من اتوا به...
فهل يقبل رئيس الجمهورية مثلاً ان يغيّبَ رئيس التيار الوطني الحر عن المفاوضات؟ ومع ذلك فان باسيل سيسّهلُ كما قال بالامس....
المشهد كالتالي:
سباقٌ وسط الضغوط الدوليةِ والفرنسيةِ تحديداً لتشكيلِ الحكومة والا فاعتذارُ مصطفى اديب وفي المقابل سباقٌ على خطِ تطييرِ الحكومة بما يُسّهل الفوضى اكثر التي يستفيد منها اكثر من طرفٍ وفريقٍ...
والفوضى تعني امناً فالتا وانهياراتٍ متتاليةٍ كألتي نعيشها بشكلٍ يومي.. لكن مع انسدادِ الافق لتشكيل الحكومة قد تأخذ الامورُ مناحٍي اكثر خطورة وهذا ما يُخشى منه.
***
فهل هذا المطلوب؟
وهل هذا ما حاول البعض ان يستفيدوا منه ويستثمروه من شعب 17 تشرين الاول الغاضب المبارك..
المستقبلُ مقلقٌ وخطيرٌ وغامضٌ...
الاشاراتُ لا توحي بالأملِ وحدها،حناجرُ الشعبِ الغاضبِ الذي أفقروهُ وزادوه فقراً وقهراً،
هذه الحناجر لا تزالُ تقول لنا ان هناك من لا يزالُ يغضبُ رغم كل موجاتِ الحزنِ والانكسارِ والموتِ .