#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

اختتمت أمس في موسكو الألعاب العسكرية، التي جرت للمرة السادسة على التوالي، بمشاركة دولية واسعة ولافتة، خاصة من الصين الشعبية، المصنفة القوة العسكرية الثالثة في العالم، والتي جاءت مشاركتها، على وقع التوتر القائم في بحر الصين مع الولايات المتحدة الأمريكية .

أكثر من 160 فريقاً من ثلاثين دولة، تنافسوا في عدة مسابقات، بهدف إظهار الجهوزية واستعداد القوات للدفاع عن الوطن، وكذلك لخوض تجربة حقيقية ومنافسة واقعية وعملية، مع جيوش دول أُخرى، وهذا يُشكّل حافزاً لتطوير القدرات والمهارات العسكرية .

تصدرت الفِرق الروسية طبعاً نتائج الألعاب، وحصدت معظم المراكز الأولى، وأحياناً بفارق كبير عن باقي الفرق، كما حدث في مسابقة الدبابات الرائعة، التي جرت في ميدان الابينو في ضواحي موسكو .

سجلت الألعاب مشاركة من دولتين عربيتين هما قطر والجزائر، وأحرز هذان الفريقان نتائج جيدة، رغم اختلاف الظروف المناخية والطبيعية بين البلاد العربية وروسيا طبعاً، واشاد المراقبون العسكريون بهذه المشاركة، في حدث دولي بهذا الحجم، يضم أفضل الفرق وأكثرها خبرة ومهارة في العالم .

من ناحية شكلية كانت هذه الألعاب مسابقات بين الفرق العسكرية لجيوش دول صديقة، وألعاب رياضة عسكرية، لتعزيز القدرات، واكتشاف العيوب والأخطاء، التي قد تُرتكب في الميدان، وإذبان ظروف قاسية، وتحت وطأة الضغط المعنوي والنفسي على الجنود .

أما من ناحية أُخرى، فهذه الألعاب هي رسائل عسكرية إلى القريب والبعيد، تحمل معنى "السلام لمن يريد السلام، وإشهار للسلاح في وجه من يريد الحرب والإعتداء."

بهذا المعنى جاءت كلمات الرئيس الروسي فلادمير بوتين ، عندما

قال في كلمة ألقاها أمام المشاركين في منتدى الجيش -2020 : "الشيء الأساسي هو أن مسابقة ألعاب الجيش تساهم في تعزيز السلام والتفاهم المتبادل بين الدول والشعوب".

وتحدث بوتين عن أهمية الثقة في الأمن، وأشار إلى أنه يتوقع أن تعمل الفرق الروسية بشكل فائق التنسيق ودقيق كالعادة قائلاً:

"سيظهرون أفضل صفاتهم ويؤكدون القدرة القتالية المتزايدة لقواتنا. لقد اكتسبت هذه المسابقات المثيرة، شعبيةً خاصة بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات، وعلى الأخص بين الرجال الذين يشاركون في الاختراعات الفنية، وأقسام الرياضة العسكرية. أولئك الذين يختارون طريقهم الخاص في الحياة، ويعتزمون تكريس أنفسهم للقضية النبيلة المتمثلة في الدفاع عن الوطن الأم، والعمل في المختبرات ومكاتب التصميم، وفي الصناعات الحديثة ".

وفي كلام بوتين أكثر من رسالة، بحيث يُظهر فيها الإصرار على الاستمرار في بناء وتطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة الروسية، باعتبار أن هذا الأمر ضروري لحماية الوطن، وكذلك هو يُشكّل ضمانة للسلام والأمن الدوليين .