#الثائر
بمبادرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وتلبية لنداء قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الى المؤمنين في العالم اجمع لإقامة "يوم صلاة وصوم من اجل لبنان"، في الرابع من شهر أيلول الجاري، في ذكرى مرور شهر على الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، أقيم مساء اليوم قداس في كابيلا القديس شربل والقديسة ريتا في القصر الجمهوري في بعبدا، لراحة أنفس شهداء الانفجار وبلسمة جراح المصابين وتعافيهم.
وحضر القداس، الى الرئيس عون، اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير وعدد من كبار الموظفين في المديرية.
واحتفل بالذييحة الإلهية الاب الانطوني نادر نادر، وعاونه فيها الآباء الانطونيون : إسكندر شهوان، شربل غانم، اندره ضاهر، غانم جبور، بيار أبو جودة، ايلي كعوي، بيو بو سليمان وجورجيو شختورة. وتلا الرسالة المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
العظة
وبعد الانجيل، ألقى الأب نادر العظة التالية:
"فخامة الرئيس،
نلتقي اليوم حول مذبح الرب، وفي قصر الشعب، لنرفع الصلاة إلى رب الكون ومع كل أبناء الكنيسة في العالم، الذين يشاركوننا هذه اللحظات المباركة التي فيها نتحد روحياً معكم ومع قداسة البابا فرنسيس وكل أصحاب الارادات الصالحة.
نلتقي معكم يا فخامة الرئيس ولنا الشرف أنا وإخوتي الرهبان الأنطونيين، الذين معهم تسلمت المسؤولية الرهبانية على تلة دير مار أنطونيوس- المعهد الأنطوني- الحدت- بعبدا، لنا الشرف أن نكون في جيرتكم وتحت نظركم، ونلتقي لنصلي بعد صيام هذا النهار، فنرفع الابتهالات مع العالم كله من أجل لبنان وخلاص شعبه من المحنة التي أصابته، ومن الوباء الذي ضربه.
نعم ان الصلاة هي صلة وحوار محبة بين الله والانسان، تربطنا بعضنا ببعض وهي الجسر الذي نعبر من خلاله نحو رب السماء والارض، الذي يقبل تضرعنا وابتهالاتنا وصلاتنا.
فخامة الرئيس،
إذا كانت هذه اللحظات العالمية التي أرادها قداسة البابا فرنسيس، مناسبة لقاء وتأمل وصلاة، بعد مرور شهر على الكارثة التي أصابت لبنان، وأدمت قلبكم، فإنها وبدون شك، مناسبة توقّف وتأمّل وأخذ العبرة من أجل انطلاقة جديدة لأننا نحن شعب الرجاء ونحن قياميون ولا نعرف الموت، لأننا ابناء الحياة.
نصلي ونرفع ذبيحة الشكران هذه كي يعود السلام، وكي تعود الطمأنينة والفرح إلى القلوب، إلى أرض لبنان- الرسالة، لبنان المحبة، لبنان الحضارة، ويعود كل واحد إلى ضميره وقيمه ودائماً على هدي الروح القدس الذي ينير حياة الجميع.
فخامة الرئيس،
يعلّمنا الرب يسوع في كلامه عن أهمية الصوم والصلاة أن الأرواح النجسة والشريرة لا تطرد إلا بالصوم والصلاة: فالصلاة النابعة من القلب تعبّر عن الإيمان بمحبة الله لنا وتعود بالسلام الداخلي وتجعلنا شهود حق للرب في حياتنا اليومية. والصوم ليس غاية بحد ذاته بل هو حالة تنمّي الروح المسيحية وتسمح بالمشاركة العميقة بحياة المسيح وآلامه، وتساعد على الالتفات إلى المحتاجين والمتروكين والمجروحين والمتألمين.
نرفع صلاتنا من أجل كل العائلات التي أصيبت في هذه المحنة: العائلات المشردة بدون مأوى، العائلات المجروحة والمصابين فيها بأجسادهم، العائلات التي فقدت عزيزاً على قلبها، العائلات التي فقدت رب البيت ولم تستطع مشاهدة جثمانه، والعائلات التي فقدت الرجاء والايمان.
على نيتهم جميعاً صلاتنا، طالبين الشفاء للمصابين والراحة الأبدية للشهداء، والتمسك بالقيم للذين يجاهدون.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أدعو لكم يا فخامة الرئيس، بطول العمر وأن يلهمكم الرب يسوع كي تقودوا سفينة الوطن التي تعاني من صعوبات الحياة المالية والاقتصادية والوباء، ويعطيكم من روحه القدوس، شجاعة مار بولس، وجرأة مار الياس الحي، وفطنة مار بطرس، وشفاعة مار أنطونيوس كي تتمكنوا مع معاونيكم أصحاب الإرادات الصالحة من العبور إلى الضفة الثانية، ضفة الحياة والرجاء.
وفقكم الله وأعطانا جميعاً أن نكون ملح الأرض ونور العالم في هذا الوطن الذي ارادنا الرب فيه شعب التطويبات وقديسيه.
دقيقة صمت
وفي الساعة السادسة وخمس دقائق، التي تصادف الموعد الذي حصل فيه الانفجار الكبير، وقف رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى يحيط بهم جميع الحاضرين، دقيقة صمت اجلالا لأنفس الشهداء الابرار الذين سقطوا في الانفجار.