#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مطار بيروت – الرابية منزل السيدة فيروز
الرابية – قصر الصنوبر
قصر الصنوبر – أرز جاج
أرز جاج – المرفأ والمناطق المنكوبة المحيطة به
لقاءُ 45 دقيقةً مع نقيب المحامين ملحم خلف روحُ الثورةِ الحضارية، الذي افضى كل ما في جعبتهِ من حقوقٍ محقةٍ مهدورة للمواطنين منذ سنين، على متن البـارجة الحـربية “ Le Tonnerre”،
المرفأ – القصر الجمهوري بعد تأخيرٍ دام ساعتين،
القصر الجمهوري – زيارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي والاطلاع على كل تفصيلٍ،
قصر الصنوبر للقاء القادة اللبنانيين،
لقاءُ 45 دقيقةً مع جبران باسيل في قصر الصنوبر،
المؤتمر الصحافي.. والى المطار.
الرئيس ماكرون يُجسدُ مجلس وزراءٍ مجتمعاً ومتحركاً.
***
كل ذلك في اربعٍ وعشرين ساعةً ، لرئيسٍ ديناميكيٍ جاء إلى بلدٍ ليس بلدهُ، كرَّم ومنحَ وساماً وفاوضَ وتفقدَ واجتمع مع قياداتٍ وأعطى مهلةً جديدةً وأبدى استعدادهُ لاستضافةِ مؤتمرٍ دوليٍ لدعمِ لبنان في منتصفِ الشهرِ المقبل .
كما كشف انه سيعودُ إلى لبنان في كانون الاول المقبل .
***
لقد اعطى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مفهوماً جديداً للحكمِ وللديبلوماسيةِ وللعلاقاتِ الدولية ، وهو : " الديناميكية " ، فما هذا الرئيس الشاب الذي يستهل زيارته بلقاء " أيقونةِ " الفن اللبناني والعربي : فيروز ؟
فهذا الوسامُ الذي أُعطي لها هو وسامٌ على صدرِ لبنان : لبنانُ التاريخ والأصالةُ والعراقة ... أراد ماكرون من خلال هذا التكريم أن يقول للبنانيين: تمسّكوا ببلدكم ، تمسّكوا بتاريخكم ، انتم لستم بلداً طارئاً ، انتم تاريخٌ عميقٌ وجغرافيا راسخةٌ وفنٌ اصيلٌ .
ومن خلال زيارتهِ أرز جاج وغرسِ ارزةٍ مع مجموعةٍ من الطلاب اللبنانيين ، أراد ان يقول : وطنكم عمرهُ آلاف السنين، لم ترسمْ حدوده مصالح الدول ، بل هو كهذه الارزةِ التي تتوسطُ علمكم وتتوسطُ نشيدكم الوطني .
***
الرئيس ماكرون تفقد المرفأ مجدداً والمناطقَ المنكوبةَ في العاصمة بيروت الحبيبة،كرسالةٍ الى اللبنانيين انه مصرٌ على إزالةِ الانقاض والدفعِ في اتجاهِ مشروعٍ لاعادة إعمارِ المناطق المنكوبة .
***
ماذا تعلمتِ أيتها الطبقةُ السياسيةُ من الرئيس الشاب ؟
هل تعلّمتم منه كيف تكون الديناميكية في أربعٍ وعشرين ساعة ؟
هل تعلّمتم منه كيف تكون العفويةُ وسرعةُ البديهةِ وعدم التكلّف ؟
ماذا أنتم فاعلون بعدما غادر لبنان ؟
مؤتمرهُ الصحفي قبل المغادرة كان واضحاً وصريحاً تجاه خارطةِ الطريق التي رُسمت للحكومة : الاصلاحات ثم الاصلاحات، وحكومةٌ تُرضي الشعب اللبناني ومطالبهُ الجمّة، ولا قرشَ قبل الاصلاحاتِ الحقيقيةِ التي تأخرت سنواتٍ لنصل الى الافلاس.
كان الرئيس ماكرون جاداً وحازماً باعلانهِ خارطة طريقٍ طويلةٍ مفصلةٍ للحكومةِ الجديدة منها الموافقةُ السريعةُ على التدابير الوقائية التي طلبها صندوق النقد الدولي، بما في ذلك القانون المتعلقُ بالكابيتال كونترول والتدقيقُ في حسابات مصرف لبنان ( عن طريق المباشرة فوراً في التدقيق المصرفي الذي تم تكليفُ شركة اوليفروايمان به).
.يليهِ أهمُ بندٍ الذي حمّل الدولة اللبنانية ثلثَ الدينِ العام وهو قطاعُ الكهرباء .
الرئيس إيمانويل ماكرون كشف أن بلادهُ مستعدةٌ لاستضافةِ مؤتمرٍ دوليٍ لمساعدةِ لبنان في منتصف الشهر المقبل ، يعني انه ، بلباقةٍ وديبلوماسيةٍ قال إنه يمهلكم شهراً ونصفِ شهرٍ ليعرف ماذا ستفعلون في هذه المهلة .
***
بالتأكيد يريدكم ألا تضيعوا الوقت في مماحكاتِ التأليف ، لأنه يستحيلُ عليه الدعوةُ إلى مؤتمرٍ دوليٍ لمساعدةِ لبنان فيما انتم تختلفون على الحقائب الوزارية ،حتى نصل إلى منتصف تشرين الاول المقبل.
ولا حكومةَ جديدةً واعدةً بوزراءٍ جديين ، اختصاصيين، فاعلين، نظيفي الكفّ !
وحتماً سيُعرف من الوزراء، إن كانوا مستقلين فعلاً ام ذوي وجوهٍ مقنّعةٍ وهنا،الرئيس ماكرون يعرف وسنعرف قبله اذا فهموا رسالتهُ الواضحة.
***
حضراتُ المسؤولين السياسيين الذين ما زلتم تتشاورون في ما بينكم وتُطْبقون على صدورنا.
تعقّلوا، لا لفَ ولا دوران، ولا مواربةَ، ولا اقنعةَ تُخفي الاصحاب والاصدقاء والمساعدين...
يكفينا ما اوصلتمونا اليهِ من هدرٍ وفسادٍ حتى افلاسِ البلد...
لتأتي عليكم مراقبةٌ فرنسيةٌ تتدخلُ بكلِ شاردةٍ وواردة، يكفينا انكم اصبحتم كمن في الصفوفِ الابتدائيةِ.