#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
بين مصدّق ومكذّب ومستهتر انقسم اللبنانيون، وتجاهلوا خطر الإصابة بفيروس كورونا ، وعادوا يمارسون حياتهم الطبيعية دون أدنى حد من الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة والتباعد الاجتماعي .
ولعل ما قاله وزير الصحة السابق وائل ابو فاعور ، هو خير تعبير عن حالة اللبنانيين. حيث وصف ابو فاعور عملية عزل الأحياء والقرى، كمن يحاول فصل مياه البحر عن بعضها البعض. في إشارة إلى فشل إجراءات العزل وعدم التزام المواطنين بهذه القرارات .
والغريب ان من بيدهم الأمر من الوزراء وصولاً إلى رؤساء البلديات، يلجأون إلى الشكوى بدل أن يعمدوا إلى تطبيق القانون وفرض العقوبات بحق المخالفين. فلم نشهد حتى اليوم توقيف أحد من المخالفين ، لا لقرار المفرد والمزدوج لسير المركبات يوم فُرض تطبيقه، وكان المخالفون بالآلاف، ولا لقرارات التباعد الإجتماعي والتزام الحجر المنزلي وارتداء الكمامة أثناء المناسبات .
فهل يحق للمسؤول الذي تراخى في تطبيق القانون، أن يشتكي من عدم التزام المواطنين بقراراته؟ أم تقع على عاتقه مسؤولية فرض تطبيق القانون ومعاقبة المخالفين؟ .
عادت أرقام الإصابات بفيروس كورنا ترتفع بشكل متسارع في العالم، فتجاوز عدد الوفيات في الهند الخمسين الف، أما في لبنان فقد فاق العدد 103 وفيات وحوالي 9000 إصابة. وأعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور حمد حسن : أن اسرّة العناية الفائقة امتلأت في المستشفيات. مما بات يُحذّر من رؤية المرضى يموتون على أبواب المستشفيات، في مشهد قد يعيد إلى الأذهان ما حصل في إيطاليا في الفترة الماضية .
مع اقتراب موسم الانفلونزا العادية التي قد تساهم في زيادة انتشار وباء كورونا، وفي ظل استهتار المواطنين ورفضهم التقييد باجراءات الوقاية، بحجّة الحاجة إلى العمل وتأمين لقمة العيش، قد ننزلق إلى ما لا تُحمد عقباه .
نعم كان بإمكان اللبنانيين السيطرة على انتشار كورونا وتجنّب هذا الكم من الإصابات، وما زال بالإمكان فعل ذلك، لكن نحتاج إلى وعي والتزام، والأهم من ذلك تطبيق صارم للقانون وجدية من بيدهم الأمر .
إن فيروس كورونا لا يرحم احد، ولا يمييز بين كبير وصغير أو غني وفقير، إنه وباء قاتل، أفقد الكثيرين أرواحهم وفلذات أكبادهم، ومن تسبب بعدوى لشخص آخر أدّت إلى وفاة، فهو مجرم وقاتل، ولن ينفعنا الندم بعد فوات الأوان .