#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فرنسا دخلت على الخط ، جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت ، عقد ما يُشبهُ "طاولة حوار" في قصر الصنوبر للأطراف اللبنانيين، حتى حزب الله كان مشاركاً .
غادر إلى فرنسا، عقد مؤتمراً لدعمِ لبنان شارك فيه نحو ثلاثين بين رئيس دولةٍ وممثلٍ عن دولة ومؤسسات ومنظمات دولية بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الاوروبي للاستثمار .
اتصل الرئيس الفرنسي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وحثه على رفعِ وتيرةِ اهتمامهِ بلبنان .
اليوم الخميس يصل الديبلوماسي الاميركي العريق دايفيد هيل إلى بيروت، يلتقي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المستقيلة، ويغادر.
الاسبوع المقبل يصل دايفيد شينكر إلى بيروت ليُكمِل ما سيبدأه دايفيد هيل .
إذا لم يكن هذا تدويلاً، فكيف يكونُ التدويل ؟
تصوروا لو أن البلدَ مازال في المستنقع كما كان قبل 4 آب ؟
عزلةٌ عربيةٌ ودوليةٌ مميتةٌ.
لبنان لا يحكي مع أحد، ولا أحد يحكي مع لبنان .
رئيس الحكومة الاكاديمي السابق أمضى سبعةَ أشهرٍ في السلطةِ ولم يزر أي دولةٍ عربيةٍ أو أجنبيةٍ لا بل كان يهاجمهم .
اليوم تغيَّر الوضع ...
لبنان أساسيٌ بالنسبة إلى العرب وإلى الغرب ، فعدا عن مشاعرِ الأخوةِ والصداقة ، هناك " الجيوبوليتيك " الذي يضعُ لبنان في مقدمةِ الدول التي تسترعي الإنتباه وتستدعي الإهتمام :
لبنان ملتقى أزماتِ المنطقةِ والعالم ، ولا يمكن أن يُترَك :
نصف مليون لاجئ فلسطيني على ارضه .
مليونٌ ونصف مليون نازحٍ سوري على ارضه .
عداءٌ مع إسرائيل وأزمةُ ترسيمٍ حدود بينه وبينها .
نزاعٌ على البلوك رقم 9 للغاز بينه وبينها أيضاً .
عناصر الأزمةِ هذه لا تُحل على الطريقة اللبنانية، انْ يجتمع كل الأقطاب ويقولوا إنهم يعالجون الأزمة .
عناصر الأزمةِ هذه هي التي استلزمت التدويل، فخففوا قليلاً على الشعبِ ... تواضعوا ليس قليلاً بل كثيراً...
" على هذا المعدَّل" إنتظروا المزيد من الموفدين سواء أكانوا غربيين أم عرباً .
***
لكن ما يؤسَفُ له ويُدمي القلبَ هو :
ألم يكن من الأفضلِ والأجدى ان تنفتحَ السلطةُ على الدول قبل الزلزال ؟
هل لا تأتي الحلول إلا بعد سقوطِ الهيكل؟
الفسادُ اجرامٌ، والهدرُ اجرامٌ، والإهمالُ إجرامٌ ، والتعنتُ إجرامٌ ، والعنادُ إجرامٌ ، والعيشُ في كوابيسَ واوهامٍ وأن هناك دائماً مؤامراتُ إجرامٍ ...
هذه كلها تعاقب عليها كل قوانينِ العالم الذي لن تفلتوا من عقابهِ، الا بإسترداد اموالنا المنهوبةِ المسروقةِ والمحوّلةِ...