#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يُسابق قلمي نفسه لأنه لا يعرف من أين يبدأ تدوين كلماتهِ... لبنان لن يموتَ.
وثانياً الشكر لكل من مدّ يد المساعدةِ لبيروت الحبيبة.
بدءاً من الراحلِ الكبيرِ الوالدِ المؤسس لدولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهُ، الذي كان اولَ المبادرين الى مساعدةٍ كاملةٍ باعمارِ القصر الجمهوري بعد انتهاء الحرب اللبنانية.
وتكررتِ المبادراتُ الخيرّةُ، المباركةُ، المحبةُ، الوفيةُ للبنان الى اليوم مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي، نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية، الذي يعرف كلّ تفصيلٍ صغيرٍ عن حجم الحاجات التي يحتاج إليها شعب لبنان للبدء بالخروج من هذه المحنة ؟
***
والشكرُ الكبيرُ موصولٌ إلى " أم الإمارات " صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي منذ اللحظة الأولى على وصول أخبار الإنفجار إلى الإمارات ،تحوَّل هاتفها إلى "خط ساخن" يستطلع أوضاع اللبنانيين، كما وجَّهت بدورها إلى إرسال المساعدات على مختلف أنواعها والتي وصلت الى بيروت ليل امس الاول .
والغريبُ العجيبُ ان دولة الرئيس الاكاديمي الذي يكفينا وجهه "المنوّر" حيث انتشرت اشاعةٌ ان الحكومة ترفض بعض المساعدات اذا لم تذهب الى "عنابر" الدولة.
لكن لاحقاً اصدر المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء بياناً اكد فيه انه مرةً جديدةً تحاول بعض الجهات الحاق الضرر بلبنان من خلال ترويج شائعاتٍ ان الدولة اللبنانية ترفض مساعدات من بعض الدول".
واضاف المكتب: " ان لبنان يرحب بأي مساعدةٍ من الدول الشقيقة والصديقة ومن كل المؤسسات في العالم ويتوجه اليها بالشكر العميق على وقوفها الى جانبه في هذه الكارثة التي اصابته".
كما نثني نحن بدورنا الشعب اللبناني المنكوب على الاهمال وسببهِ ومسبباتهِ وعدم صدور بيانٍ من رئيس الحكومة يشرحُ فيه ما بداخلِ العنبر رقم 12.
ولا يسعنا الاّ شكر دولة الرئيس الذي وافق على تلزيم "متعهد الجمهورية" المحظوظ ج.ع الذي منذ 15 عاما وهو يلتزم كل تعهدات بيروت، اليوم يرفعُ الركامَ وغداً يُعاد تلزيمهُ البناء.
فعلا بدأت الحكومة بمحاربةِ الفسادِ.
***
شكراً إلى دولة الكويت الشقيقة التي لم تبخل لحظةً في تقديم المساعدات، وكذلك إلى المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة التي قدمت مساعدات بقيمة 5 ملايين استرليني وباقي الدول العربية والاجنبية .
***
ايتها الحكومةُ.. الشعبُ الحضاريُ لم يعد يُريدكِ ...
الكلامُ لم يعد ينفعُ ... المعالجات الداخلية باتت قاصرةً عن تحقيقِ أي إنقاذٍ :
المطلوب تدويلُ كلِ شيٍء، من المساعدات إلى الإمدادات إلى السياسة ، للخير والعيش الكريم للمئوية الثانية بإذن الله مبنيةٍ على الاستقرار والطمأنينة والعيش المشترك.
إن الإنقاذ يبدأ بالعبور من رمادِ العنبر الرقم 12 إلى إعادة بناء المرفأ ، جوهرةُ بيروت ولبنان وفق القرن 21 ... بيروت ستعودُ جوهرة لبنان وقبلةً لكل من يحب مرحها وبهجتها وروحها وجمالها وتاريخها، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى ...
***
بعد 4 آب 2020 لن يكون كما قبله ... " لا تحلموا " يا حضراتِ الساسةِ والسادةِ أن تجلسوا مرتاحين في مقاعدكم الوثيرة ما لم يعد 300 الف مواطن إلى منازلهم ... نعرف أن الشهداء الذين بلغوا لغاية اليوم 154 شهيداً.
ونحن نعلمُ ان الشهداء لن يعودوا ،لكن اسماءهم ستبقى تضجُ في ضمائركم وهناك ايضا عشراتُ المفقودين...
***
أما أنت يا شعبَ لبنان الحضاري ...
أنتَ عظيمٌ بالفعلِ وليس بالقولِ ...
أنت تعطي أمثولةً في البطولةِ والصبرِ والصمودِ ...
أنت متجذرٌ في هذه الأرضِ الطيبةِ ولن تقوى عليك قواتُ الجحيمِ ...
ونقولُ للجميع :
سنبقى في هذه الأرضِ الطاهرةِ التي تحملُ رفاتَ الآباءِ والأمهاتِ والشهداءِ ، ولن تتحولَ إلى حممٍ وجمرٍ ... هذه الأرضُ تحتزنُ الأَطهارَ ، ولا نريدها أن تختزنَ أي شيءٍ آخر ...