#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
انه أخطر من "انفجار اجتماعي"...
من دون منازع، ستتربَّع سنة 2020 على العرش كأسوأ سنةٍ مرَّت في تاريخ لبنان، القديم والحديث والمعاصِر ...
السنواتُ السيئةُ السابقةُ التي مرَّت، كانت إما بسببِ حربٍ أو بسببِ جوعٍ أو بسببِ فقرٍ وإما بسببِ عجزٍ ...
سنة 2020 فيها من كل شيء: جوعٌ وفقرٌ وعجزٌ وسلطة عاجزة وخزينةٌ منهوبة وشعبٌ مسروق ووباءٌ خبيث ضرب ستة ملايين إنسان، حتى الآن، على وجهِ الكرةِ الأرضية، ولم يوفِّر لبنان ...
***
الإنهيار يسيرُ بسرعةٍ قياسية، " تايتانيك الجمهورية " لن يكون فيها ناجٍ:
لا مَن هُم في مقدمةِ السفينة ولا مَن هُم في الخلف ولا مَن هُم على سطحها ، الفرق بين كل هؤلاء مَن يغرق قبل الآخر؟
ومَن لديه ساعاتٌ إضافيةٌ ليتفرَّجَ على غرق غيره قبل ان يصل الدور إليه ليغرق ...
ولأنكم محجورون في منازلكم، عودوا إلى مشاهدة فيلم تايتانيك، وهذه المرة ليس بدافعِ التسلية واللهو فحسب بل بعين مَن يريد أن يعرف مصيرَ شعبٍ مُبْحِرٍ على متن " جمهورية التايتانيك " التي اصطدمت بجبلِ جليدِ الفساد ولم تنفع كل محاولات حرفها عن مسار ذلك الجبل اللعين، كما كانت هناك استحالةٌ لتفتيت ذلك الجبل لأكمال المسار .
والمشكلة أن السفينة في عَرض البحر، فلا وقتَ لديها للعودةِ إلى الشاطىء الذي ابحرت منه، وليس لديها القدرةُ على مواصلة الرحلة .
***
هكذا لبنان اليوم،لم يعد بالإمكان العودة إلى الوراء، وليس مضموناً الوصول إلى شاطئ الأمان،مع كل الحزن،القهر،الأسى،اليأس، والاحباط:
ما يُحيي البلد هو القطاع الخاص الذي يحميه القطاع العام من أدارات وقوانين .
المشكلة اليوم انه مطلوبٌ من القطاع الخاص أن يحمي القطاع العام فيما هو غير قادرٍ على الصمود، والنتيجة أن القطاعين سيغرقان معاً أو هما في طور الغرق معاً ، وهذه هي بالظبط " ظاهرة تايتانيك ".
وكل محاولات الإنقاذ هي تخبطٌ، مع الإحترام الكلي للذين يقومون بها :
فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر اقتراح قانون "كابيتال كونترول" المطروح غداً على جدول أعمال مجلس الوزراء ،ولنناقش ما هو مطروح :
كيف سيكون بالإمكان تحويل خمسين ألف دولار في السنة لطالبٍ لبناني يدرس في الخارج؟
ولا يمكن صرف نصف هذا المبلغ لطالبٍ يدرس في الداخل؟
أليست هذه دعوة إلى جميع طلاب لبنان ليهاجروا ويدرسوا في الخارج؟
إذا كان هناك عشرون الف طالب في الخارج وكل واحد منهم يحتاج إلى خمسين الف دولار، فهل بالإمكان تحويل مليار دولار سنوياً على التعليم؟
هذا إذا لم نحتسب بعد مدفوعات مَن لديهم استحقاقات ومدفوعات في الخارج، قبل إقرار هذا القانون، من منازل وشركات وغيرها !
هذا تخبطٌ، وسيظهر التخبطُ أكثر عند وضع المراسيم التطبيقية لهذا القانون، في حال أُقر،وحسب مصادر موثوقة اننا سنبقى بين "حانا ومانا" ستةَ اشهرٍ على الأقل.
***
والذين يفتشون عن حلولٍ،هل بلغهم أن عددَ العاطلينَ عن العمل إقتربَ من أن يصلَ إلى مليون عاطل عن العمل في الوطن لبنان، الذي كان بمثابةِ سويسرا الشرق وجوهرة البلاد العربية،وكانت السياحة العريقة بتاريخه الفينيقي لا تضاهيها سياحةٌ اخرى في العالم العربي، سوى مصر بتاريخها الفرعوني العائد الى اكثر من ثلاثة آلاف عام قبل المسيح.
... تذكروا كلامنا،إذا قلنا أنه "انفجارٌ اجتماعيٌ آتٍ"، فهذا الوصفُ قليلٌ .