#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حين يُغردَ وزير الصناعةِ عماد حب الله عبر "تويتر"بتحذيراتٍ ويدقَ جرسَ الإنذار ، فهذا يعني ان الوضعَ خطيرٌ جداً.
يقول وزير الصناعة في تغريدته: "صدقوني، كورونا معنا لمدة طويلة. تجهزوا لأيام صعبة. اقتصدوا بالمصروف. ألغوا المشتريات والمستوردات غير الضرورية. استثمروا بالزراعة وبصناعتنا. مهنٌ كثيرةٌ ستعتمد على الانترنت. تعلموا وتدربوا على مهنٍ جديدة. ساعدوا كباركم واخوتكم وجيرانكم والمحتاجين ".
ليس قليلاً هذا الكلام على الإطلاق،فهو صادرٌ من مسؤولٍ عمل عميداً للجامعة الأميركية في دبي، وكان رئيساً للهيئة الناظمة في بيروت .
أخذُ مثل هذه التغريدة كعيِّنة لِما نحن فيه، ليس سوى مثلٍ، فهناك تغريداتٌ وتصريحاتٌ كثيرة، منها مشابهة ومنها أخطر، وهي تدل على ان لبنان دخل في زمن كورونا، وما بعد هذا الزمن ليس كما قبله على الإطلاق.
فلبنان جزءٌ من هذا العالم، والعالم في قلب معمعة كورونا، اذاً لبنان في قلب المعمعة ايضًا، لكن وضعهُ أخطر، فالدول القادرة تستطيع ان تعطي التقديمات، اما لبنان فلا يُعطي سوى من اللحم الحي، بعدما نهشت الحكومات المتعاقبة "الحيلة والفتيلة" من كل مواطن .
***
الوضع أخطر من ذلك بكثيرُ، هناك دول قوية جداً اقتصادياً، ومع ذلك بدأت شدَ الأحزمة .
إحدى هذه الدول الغنية جدًا باشرت سلسلة من الإجراءات أبرزها:رفع الضريبة على القيمةُ المضافة من 5 بالمئة إلى 15 بالمئة، وإيقاف صرف بدل غلاء المعيشة.
حين نقرأ عن هذه الإجراءات في إحدى الدول الأكثر غنى في المنطقة، فماذا يبقى ان نقول عن لبنان؟
***
في زمن كورونا ، وُلِدَت ثلاثيةٌ جديدة هي: الفقرُ والبطالةُ والهجرةُ: نسبة الفقرِ هي الأعلى لأنها مرتبطة بالثانية وهي البطالة، والبطالة متأتية من أناسٍ فقدوا وظائفهم، ومن أناسٍ انخفضت القيمة الشرائية لرواتبهم .
اما العنصرُ الثالث في هذه الثلاثية، فهي الهجرة .
صدِّقوني، لو أن مطار بيروت عادت إليه حركة الطيران بشكل اعتيادي، لكنا رأينا جحافل المغادرين، صحيحُ أن الدول التي مازالت فيها فرص عمل باتت قليلة لكنها بالنسبة إلى اللبناني تبقى افضلَ من بلدهِ الذي باتت فرص العمل فيه معدومة .
***
يحدث كل ذلك فيما لبنان يتهيأ ويتهيب للدخول في مفاوضات شاقة مع صندوق النقد الدولي.
هذه المفاوضات مع صندوق النقد ستستغرق وقتاً طويلاً لأنه حتى في حال الإتفاق فإن صندوق النقد سيبقى مشرفاً على التنفيذ لأن الأموال هي أمواله،إذًا استعدوا لفترةٍ طويلة لشهورٍ وربما لسنين .
***
لكن لبنان، وللاسف، يدخل في المفاوضات بخطة مالية فيها جزءٌ كبيرٌ من ضربِ السمعةِ المالية لبعض المؤسسات، ويزعزع ما تبقى من ثقة المودعين والمستثمرين، ويفرضُ المزيدَ من الضرائب والرسوم على مكلّفينَ يعانونَ في زمن الإنكماش وإنهيار المؤسسات وتلاشي فرص العمل وارتفاع منسوب الفقر .
***
إنه الإرتباكُ الأكبر قبل زمن كورونا،فكيف بنا اليوم.
أعان اللهُ الشعب اللبناني على حماية نفسهِ من الضرباتِ المتلاحقةِ والموجاتِ المتلاحقة:
من خطرِ الإفلاسِ من فاسدي الفساد اولاً واخيراً.
وبعدها من خطرِ لعنةِ الكورونا .