#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كل دول العالم، في هذه الأيام، لديها همٌّ واحد هو هَمّ كورونا، باستثناء لبنان، لديه هم كورونا وهَم الليرة ....
وحين نتحدث عن الليرة فإننا ندخل في نفقٍ يُعرَف مدخله ولكن لا يُعرف كيف الخروج منه.
حين نتحدث عن الليرة فإن النقاش يتوسَّع ويتشعب لمعرفة علاقتها بالدولار الاميركي، وعلاقة الإثنين بالنظام المصرفي اللبناني سواءٌ المصارف او مصرف لبنان، والعلاقة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية والقوانين المرعية الإجراء ... لكن كل هذه الشبكة أو المنظومة المتشعبة تعود في نهاية المطاف إلى مرجعيةٍ محوريةٍ هي مصرف لبنان ... إنها المؤسسةُ الاكثرُ خطورةً في لبنان ....
***
قوةُ مصرف لبنان لم تكن منه، بحد ذاته، بل من النظام المصرفي الذي حمى الوضع الإقتصادي، فأي بلدٍ في العالم تمر عليه حروب واغتيالات وتفجيرات واحتلالات ووصايات، ويبقى نظامه الإقتصادي صامدًا في نهاية المطاف؟
الى ان اتت بعد العام 1975 ليومنا هذا، تسونامي جيوش الفاسدين، الفاشلين في كل مشاريعهم مع كثرة الهندسات المالية وسعة كرمها، وباءت كل المشاريع بالفشل الذريع، وصولا الى الافلاسِ المريبِ.
***
اننا بصدد معركة مصيرية بين افرقاء سياسيين من يريد السيطرة اكثر، ومن يريد ان يبقى مسيطرا، و"امورهُ محلولة"، ولا بأس عندهم ان يدفع الشعب الثمنَ غاليا.
في نهاية المطاف فإن رياض سلامة هو واحدٌ من هذه التركيبة :
مسؤول؟ نعم ... يتحمَّل وحده المسؤولية ؟
كُلَهمْ يعني كُلَهمْ ومن طلب من سعادته صرف مليارات المليارات من الدولارات للدولة، غبّ الطلب لكل متطلباتها الماليةِ الفاسدةِ، الفاشلةِ ،دون حفظ خط بقاء النظام الاقتصادي قائما.
اما ما سُرب من حديث دار بين دولة الرئيس دياب والحاكم رياض سلامة حيث قال الاخير:
لن يموتَ احدٌ من الجوعِ، فاذا كان صحيحاً هذا الكلام، فيا عيني على الرحمةِ والشعورِ والرأفةِ والانسانية بالمواطن .
تريدون الحقيقة؟
لماذا لا تواجهون الرأي العام بالواقع الحقيقي؟ هل تخافون إذا ما تجاوزتم " الفيتو الأميركي" من ان تُحرموا من المساعدات الدولية؟
***
التنازعُ على من يتصدر الحاكمية في مصرف لبنان، وآخر همومِهم الشعبُ الذي يعاني فقراً وقهراً، بعدما وصل الى قعرِ محيط الافلاس، فماذا بعد؟
سوى متابعةِ النكَدِ والتسلط اليومي السياسي والمالي لمعرفةِ نهايةِ تسونامي سعرِ الدولار الذي يبحرُ في محيطِ "فاسدي الفساد".