تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
تابع
صموئيل نبيل اديب
بعد ما حدث في زيارة الرئيس الفرنسي إلى البيت الأبيض، بعدم خروج ترامب لاستقباله على البوابه، لدرجة ان سيارة ماكرون أطلقت بوقها أكثر من مره لكي يخرج ترامب و يستقبل ماكرون.. و لكن لم يخرج ترامب، مما أضطر ماكرون أن ينزل من السيارة بنفسه .. الأمر الذي اعتبره البعض إهانة مخفية الي الرئيس الفرنسي.. في إضافة جديدة إلى إهانات ترامب إلى أوروبا العجوز (على حد وصف بعض المحللين)
فعلى مدار الأسابيع الماضية لم يكن هناك حديث للعالم سوى ما فعله الترامب بالاوروبيين، فمبعوثه الى الاوروبيين قام بما لم يقم به أحد من قبله، إذ ببساطة اهان الأوروبيين في عقر دارهم، بتحدثه عن مشاكل وشؤون داخليه، لا يجب أن يتحدث عنها الدبلوماسيون في محافل عالمية علنية، كما صرح بان مسؤولية حماية اوروبا لن تكون على عاتق امريكا، وان الاوروبيون يجب عليهم أن يهتموا بحماية أنفسهم، وزيادة معدلات المبيعات او مشتريات الأسلحة لحماية أنفسهم.
كان ذلك بمثابة صدمة لكل أوروبا العجوز، فهي تعتمد بشكل كامل على أمريكا في حمايتها من الدب الروسي، وبرغم من أن أوروبا العجوز حاولت على فترات متعدده، ان تكون لها قوة عسكرية مستقلة، إلا أنها فشلت في ذلك، مما جعل العديد من الدول تعتمد على امريكا في الحماية العسكرية، وتوجه نشاطها الاقتصادي الى شؤونها الداخلية، باستثناء بلدين هما فرنسا وايطاليا، اللذين يمتلكان قوة عسكرية نووية، فإن باقي الدول الأوروبية وخصوصا المجاورة للدب الروسي، لا تملك تلك القوة.
هناك العديد من التساؤلات التي اجتاحت عقول العالم الغربي خلال تلك الفتره، لزيادة معدلات شراء الأسلحة، كما طلبها ترامب، يعني أن في أوروبا يشترون اسلحه من امريكا، وهذا يعني ايضا انهم يقعون تحت الضغط الأمريكي، من ناحية صيانة وتسليح هذه الأسلحة، واذا ذهبوا الى مدن اخرى او بلدان اخرى لشراء هذه الاسلحه، مثل الصين وروسيا فإن ذلك ايضا سيقع تحت مظلة الغضب الأمريكي!!
هذه المعضله الكبرى شلت أوروبا خلال الأشهر الماضية.
المعضلة انك تحتاج الى شراء أسلحة، ولكن من يملكها هو نفسه الذي قال انه غير مطالب بأن يحميك!!
وفي نفس الوقت قام ترامب بتجاهل اوروبا باكملها وأوكرانيا، وتواصل مع روسيا مباشره لعمل اتفاق، يكون بمقتضاه نهاية الحرب الروسية الأوكرانية و تدمير أوكرانيا، إذ استحوذت روسيا على ثلاث مقاطعات، وستكون اوكرانيا مدينه لامريكا ب 500 مليون دولار، ستدفعها في صورة عناصر نادرة، حيث تمتلك أوكرانيا العديد من العناصر النادرة، التي تستخدم في الصناعات المختلفة، والتي تقدر بمليارات الدولارات.
بين المطرقة و السندان تقع أوربا و أوكرانيا .. أوروبا التي أصبحت ملزمة بالدفاع عن نفسها ولا تعرف من أين تشتري الاسلحه.. و أوكرانيا التي ستخسر اراضيها و مواردها، في اتفاق شبّهه البعض، باسوء من الاتفاق الذي وقعته ألمانيا، لبريطانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، حتى أن البعض قال ان اتفاق ترامب ل أوكرانيا هو اتفاق عبودية مستمرة.
وهنا ثار سؤال مهم جداً. اذا كان ترامب يتخلى عن أقرب حلفائه (الدول الأوروبية) الآن، فماذا سيحدث الي الذين يقعون تحت سلطته؟؟