تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اطاحتْ المشاهدُ الإعتراضيةُ،وإقفالُ الشوارعِ العشوائيُّ، وحرقُ الدواليبِ بالقربِ منْ مطارِ بيروت الدوليِّ،
جماليةُ اللحظةِ التي أعلنَ فيها سعد الحريري امس العودةَ إلى العملِ السياسيِّ وإعادةَ تفعيلِ الارضِ امامَ تيارِ المستقبلِ.
ولكنْ حسبَ التوقيتِ "كل شي بوقتو حلو" كما قالَ.
وإذا كانَ المقصودُ منْ تحرُّكِ ليلِ الثالثَ عشرَ منْ شباط على الارضِ تحتَ عنوانِ "وقفِ إضطهادِ الطائفةِ الشيعيةِ"،
حجبَ الانظارِ عمَّا حدثَ في ساحةِ الشهداءِ، فإنَّ ذلكَ لم يحدثْ بالتأكيدِ،
لكنَّ ما جرى ارسلَ إشاراتٍ قويةً لِمنْ يكتبونَ البيانَ الوزاريَّ بأنَّ الامورَ ليستْ بالسهولةِ التي يرونَ فيها الامورَ،
وبأنَّ حركةَ الطرقاتِ والاعتصاماتِ والإطاراتِ المشتعلةِ،
قد تكونُ أقوى منْ الصواريخِ والاسلحةِ والمسلَّحينَ والمسيَّراتِ،
فنحنُ هنا امامَ واقعِ طائفةٍ تعتبرُ أنها هُزمتْ ولم تدفنْ بعدُ حتى قياداتها وعناصرها،وها قد بدأ المسُّ بمسلَّماتها،
فليسَ منْ السهلِ بالنسبةِ إليها (حسبما تعتقدُ) أنها ستُسلِّمُ بالخسارةِ في الجنوبِ،
وبالسلاحِ وبالقرارِ السياسيِّ وبالقرارِ الماليِّ وبالقرارِ الاقتصاديِّ.
***
والأسوأُ منْ ذلكَ أنَّ اسرائيلَ أعطتها الحجَّةَ باعلانها عدمَ الإنسحابِ منْ مناطقَ في الجنوبِ، وبأنها لا تريدُ ضماناتٍ بلْ نزعَ السلاحِ.
ويُضافُ إلى الكلامِ الاسرائيليِّ كلامُ الداخلِ اللبنانيِّ عنْ أنَّ نزعَ السلاحَ يجبُ أنْ يشملَ جنوبَ وشمالَ الليطاني،
ليردَّ عليهِ مساءَ الخميسِ رئيسُ المجلسِ النيابيِّ بأنَّ هذا الامرَ يتطلبُ إستراتيجيةً دفاعيةً بقيادةِ رئيسِ الجمهوريةِ،
وبأنَّ على الحكومةِ اللبنانيةِ أنْ تُدبِّرَ مسألةَ الاحتلالِ جنوبَ الليطاني، وبأنَّ الايامَ "بيننا وبينَ اسرائيل"...
***
هذا يعني أننا امامَ أكبرِ عمليةِ "إنزالِ قوةٍ" امامَ عهدِ الرئيس جوزف عون وعلى طريقِ حكومةِ نواف سلام،
فعنْ أيِّ إصلاحاتٍ وأيِّ خططٍ نحكي وأيِّ مسارٍ حكوميٍّ،
وأيِّ ثقةٍ إذا كانتْ كلُّ الطرقِ كالطريقِ بينَ مطارِ بيروتَ ووسطِ بيروتَ يذلِّلُ صعوباتها منْ وقتٍ إلى آخرَ الجيشُ اللبنانيُّ.
ولكنْ إلى متى وبأيِّ كلفةٍ؟