تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
كتب رئيس مجلس إدارة "الثائر" فادي غانم يقول:
في التاسع من شباط من كل عام، تحتفل الكنيسة المارونية بعيد القديس مارون، هذا الناسك العظيم الذي أسس نهجًا روحانيًا متجذرًا في الإيمان والصلاة والتقشف، والذي تحولت تعاليمه إلى مسيرة حياة ونهج كنسي يحمل لواء المحبة والبطولة والالتزام. إن مار مارون لم يكن مجرد راهب اعتزل العالم ليعيش في عزلة، بل كان قائدًا روحانيًا أحدث ثورة في حياة أتباعه، حيث زرع فيهم قيم الإيمان الثابت، والتشبث بالأرض، والانفتاح على الآخرين بمحبة لا حدود لها.
المارونية: حكاية صمود وإيمان
المارونية ليست مجرد طائفة أو عقيدة، بل هي قصة كفاح امتدت عبر العصور. فقد تشبّث الموارنة بلبنان أرضًا وكيانًا، وجعلوا منه ملجأً لكل لاجئ ومظلوم. نحتوا الصخر بأيديهم، وسكنوا الوديان، ونشروا المعرفة والحضارة رغم كل التحديات. فمنذ أكثر من 1600 سنة، ساروا على خطى مار مارون، متحدّين المصاعب، ناشرين المحبة، ومحافظين على جذورهم الروحية والوطنية. إن رسالة الموارنة ليست مجرد انتماء ديني، بل هي شهادة حياة تنبض بالرجاء والإيمان والتجذر في الأرض.
نريد حكامنا ومسؤولينا أن يتشبهوا بمار مارون
في زمنٍ يمر به وطننا بتحديات مصيرية، نحن بحاجة إلى قادة ومسؤولين يستلهمون من حياة القديس مارون معاني التجرد والتفاني في الخدمة. نريد حكامًا يضعون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، مسؤولين يعملون من أجل الحفاظ على هذا الإرث العريق والتشبث بالأرض التي روتها أجيالنا بتضحياتها ودمائها. نريدهم أن يكونوا قدوة في النزاهة والتواضع، أن يكونوا صخرة صلبة في وجه الفساد، وشعلة مضيئة تحمل أمل الخلاص لهذا الشعب الذي أنهكته الأزمات. لبنان بحاجة إلى رجال دولة يعيدون له مجده، تمامًا كما فعل أجدادنا الذين لم يتخلوا عنه يومًا رغم المحن.
معايدة للمطران مارون العمار
في هذه المناسبة المباركة، نتوجه بأسمى آيات التهنئة إلى راعي أبرشية صيدا المارونية، سيادة المطران مارون العمار ، الذي يجسد في خدمته الروحية معاني المحبة والتفاني والإرشاد الحكيم. نطلب من الله أن يمنحه الصحة والقوة ليواصل رسالته في قيادة أبناء الأبرشية نحو النور، تمامًا كما فعل القديس مارون في زمنه.
عيد مبارك، وأيام أفضل للجميع
مع احتفالنا بعيد مار مارون، نجدد العهد على متابعة رسالته، متحدين في المحبة، متمسكين بجذورنا، ومتطلعين إلى مستقبل أكثر إشراقًا. نسأل الله أن يعمّ السلام والخير على لبنان وأبنائه، وأن تكون الأيام القادمة حاملةً للأمل والبركات. كل عام وأنتم بخير!
#٩_شباط_عيد_مار_مارون
#ينعاد_عالجميع_بأيام_أفضل