تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتب نادر حجاز في موقع MTV في حوارٍ مع رئيس تحرير موقع الثائر اكرم كمال سريوي.
يصعّد العدو الإسرائيلي وتيرة عملياته في لبنان، من خلال جولات غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت كانت تراجعت في الأسبوعين الماضيين، وعودة الى الاغتيالات مع استهداف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، إضافة الى مناورات بريّة في إطار مرحلة ثانية أعلنها الجيش الإسرائيلي، ومحاولات تقدّم في الخيام وعيناتا وشمع والبياضة.
يسابق الميدان المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، وسط تفاؤل ظاهر وتشاؤم ضمني، وعدم ثقة لبنانية بالنيّات الإسرائيلية وبأنّ بنيامين نتنياهو يريد فعلاً أن ينهي الحرب الآن.
فشل الإسرائيلي حتى اليوم بتنفيذ هدفه الأول للحرب، بإعادة مستوطني الشمال وإيقاف الصليات الصاروخية من جنوب لبنان. وعليه يستبعد مراقبون اقتراب التسوية، لا بل مرحلة جديدة صعبة قد تكون بانتظار لبنان.
يعلّق الخبير العسكري اكرم كمال سريوي على التطورات الحربية بالقول: "إعلان إسرائيل عن بدء المرحلة الثانية وتوسعة العملية العسكرية في لبنان، يتزامن مع تحرك دبلوماسي للمبعوث الأميركي آموس هوكستين، وتسليم السفيرة الاميركية الرئيس نبيه بري، مسودة لمشروع تسوية، تضمن وقفاً نهائيّاً لاطلاق النار. وهذا التصعيد يهدف للضغط على لبنان، للقبول بالشروط الإضافية التي وضعها نتنياهو، لتنفيذ القرار 1701".
ويذهب سريوي أبعد من ذلك، معتبراً في حديث لموقع mtv أن "نتنياهو يقود مشروعاً توراتياً لبناء إسرائيل الجديدة أو الكبرى كدولة قومية لليهود، ويرى الآن أن الفرصة سانحة، مع وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهو الذي يدعم مشروع جعل إسرائيل الدولة الأقوى، والقوة المهيمنة الوحيدة في الشرق الأوسط، عسكرياً وسياسيًا واقتصاديًا".
وأضاف "ما يريده نتنياهو من الحرب، هو بأن تكون حرباً أخيرة ضد أعدائه في محور المقاومة، ولذلك هو يصرُّ على استكمالها، حتى استسلام حماس وحزب الله، أو القضاء عليهما بالقوة، ولذلك هو يستخدم القوة المفرطة، ويقوم بتدمير القرى والمدن، تمهيداً لما أعلنه من تغيير لخارطة الشرق الأوسط".
ولكن ماذا يحصل على الأرض في الجنوب؟ يجيب: "يتحدث جنود العدو وضباطه عن قتال صعب في جنوب لبنان، لعدة أسباب منها طبيعة الأرض الجبلية، التي تحدّ من حركة القوات، وكذلك وجود صواريخ مضادة للدروع متطورة لدى حزب الله، من نوع كورنت والماس 1 و 2 يصل مداها إلى 10 كلم بدقة إصابة تتجاوز 99 في المئة، وجعلت الجيش الإسرائيلي يخفض كثيراً من استخدام سلاحي المدرعات والمشاة الآلية، ويستعيض عن ذلك بالتركيز على عمل وحدات النخبة. إضافة إلى تحصّن عناصر حزب الله في الأنفاق، ومعرفتهم الكاملة للأرض، ونجاحهم في رصد تحركات العدو واستهدافها".
ويبقى السؤال الأهم هو هل الإسرائيلي مستعد لتحمّل تكاليف كبيرة لمعركة الجنوب؟ يشير سريوي إلى انه "لا شك أن التوغّل البري الإسرائيلي في لبنان تعثّر، ويتكبد الجيش خسائر في الأرواح والعتاد، وهناك مقاومة صلبة، لكن بالرغم من ذلك يرى نتنياهو أن هذه الخسائر يمكن تقبّلها، كتكلفة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للحرب. وسيبقى الإسرائيلي يضغط حتى الدقيقة الأخيرة من بدء تنفيذ أي اتفاق يمكن التوصل إليه، لكن هذا لا يعني أنه سينجح في فرض شروطه، لأن الواقع الميداني لم يُحسم لمصلحته رغم كل الدمار الواقع على لبنان، ويبقى أن الجيش الإسرائيلي عاجزٌ عن منع حزب الله من إطلاق الصواريخ والمسيّرات، التي تصل إلى عمق فلسطين المحتلة، وتضرب أهدافاً إسرائيلية هامة، كوزارة الدفاع، وقيتساريا، وتل نوف، وبنيامينا وغيرها".
ويتوقّع سريوي أن "الحرب مستمرة وباتت معركة مصيرية للجانبين، وحتى الآن لم يتمكن أي منهما من فرض معادلته وإجبار الآخر على الخضوع، ما يفتح المجال أمام الوصول إلى تسوية يقبلها الجانبان، أمّا إذا فشلت التسوية، فسيسعى نتنياهو إلى مزيد من العنف ومرحلة ثالثة ورابعة من الإبادة، فيما لا يكون أمام المقاومة سوى خيار الدفاع ومحاولة استنزاف وإيلام العدو".
وعليه، يواجه لبنان أياماً دقيقة قد يقدم فيها الإسرائيلي على أي مغامرة، مستهدفاً كل ما يعيق مشاريعه، موسّعاً دائرة غاراته التي تطال الجيش اللبناني واليونيفيل كما مهمات الدفاع المدني وفرق الإسعاف من دون محاسبة.