تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
رئيس تحرير "الثائر" اكرم كمال سريوي -
رفع الرئيس الأمريكي جو بايدن البطاقة الحمراء في وجه إسرائيل، رافضاً اجتياح رفح.
وفيما يؤكد مسؤولون اميركيون، انهم متفقون مع إسرائيل بهدف القضاء على حماس، لكنهم يرفضون اجتاح، رفح قبل إيجاد حل لمسألة المدنيين.
ضبابية الموقف الأميركي أثارت عاصفةً من الجدل.
فلقد جمدت الولايات المتحدة الامريكية فعلاً شحنة أسلحة كانت مقررة لإسرائيل، وهي عبارة عن ثلاثة آلاف قنبلة من نوع GBU، والتي قال بايدن أن إسرائيل استخدمتها في قتل المدنيين في غزة.
يبدو أن معركة بايدن - نتنياهو تخاض داخل كلٍّ من أمريكا وإسرائيل.
ففي حين انتقد عدد من النواب والشيوخ الأمريكيون قرار بايدن تجميد شحنة الأسلحة لإسرائيل، معتبرين أن هذا القرار يعطي رسالة خاطئة، بأن الولايات المتحدة الامريكية تتخلى عن دعم حليفتها الرئيسية إسرائيل.
رأى الوزيران الإسرائيليان بيني غانتس وغالانت، أنه لا يمكن لإسرائيل أن تغامر بخسارة الدعم الأمريكي. وهناك تسريبات عن تهديدهما بالانسحاب من الحكومة، إذا هاجم الجيش الإسرائيلي مدينة رفح.
حاول بعض الوزراء الإسرائيليون طمأنت الإدارة الامريكية، بأن العملية التي يتم تنفيذها الآن في شرق رفح، هي محدودة، وأنها لن تطور إلى اجتياح شامل.
لكن نتنياهو ما زال مصرّاً على تدمير رفح، ليقول للإسرائيليين بأنه فعل كل ما يستطيع، ودخل إلى كل مناطق قطاع غزة.
ويؤكد قادة الجيش الأمريكي والإسرائيلي، أنه لا يمكن لاجتياح رفح أن يحقق، ما لم يتحقق في شمال القطاع.
ويحذر هؤلاء من خطرين:
الأول هو عدم ضمان عودة الأسرى الإسرائيليين سالمين، والمخاطرة بمقتل العدد الأكبر منهم خلال الحرب.
الثاني هو ازدياد النقمة الدولية على الحكومة الاسرائيلية، خاصة أن اجتياح رفح سيتسبب بقتل عدد كبير من المدنيين، مهما كانت الاجراءات التي ستتخذها إسرائيل لحمايتهم.
فهذه منطقة مكتظة جداً، ولا يوجد مكان آمن ليذهبوا إليه.
لا يمكن تصديق أن الخلاف بين بايدن ونتنياهو هو خلاف استراتيجي، لكن هو تضارب مصالح فقط.
ففي حين تقضي مصلحة بايدن بوقف هذه الحرب واتمام الصفقة بين حماس وإسرائيل، فإن مصلحة نتنياهو هي في استمرار الحرب، وحتى أن رفضه الانصياع للضغوط الأمريكية، سيزيد من شعبيته داخل إسرائيل.
على مدى سبعة أشهر من الحرب، فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها، ولا يمكنها فعل الكثير، حتى ولو دخلت إلى رفح، سوى مزيد من الدمار والمجازر، التي سترتد سلباً عليها.
وقد تدفع هذه المرة فعلاً بمحكمة الجنايات الدولية، لإصدار مذكرات اعتقال، بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين.
وبالتالي فإن الحرب على غزة، بهذا المعنى، يمكن القول أنها انتهت.
أما من ناحية الميدان، فإن حشد إسرائيل فرقتين شرق رفح، يدل على نية واضحة في تنفيذ اجتياح شامل للمدينة.
ولقد نجحت إسرائيل في الحصول على موافقة أمريكية، في السيطرة على معبر رفح من الجهة الفلسطينية.
وهي ستحاول لاحقاً تحميل حماس، مسؤولية رفض الصفقة، لتبرير تطوير عملياتها العسكرية إلى داخل رفح.
تدفع الولايات المتحدة الامريكية باتجاه خيار اتمام الصفقة مع حماس، تمهيداً لتنفيذ مشروع سلام شامل في المنطقة، يشمل التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية، بما يضمن البدء بتنفيذ طريق السلام، الذي تحدث عنه بايدن، من الهند إلى الإمارات والسعودية والأردن وحيفا وصولاً إلى أوروبا.
أما نتنياهو فهو غير راغب بمشروع السلام الشامل، ويريد التطبيع فقط، ولديه خيار آخر، يقضي باستمرار الحرب والسيطرة على قطاع غزة، وتسليم ادارة القطاع إلى العشائر، لكن هذا الخيار سيُدخل إسرائيل في حرب استنزاف طويلة الأمد، لأن المقاومة ستستمر.
أما في حال قرر إخراج الجيش الإسرائيلي من القطاع، فهذا يعني عودة حماس لحكم القطاع. وفي كلا الحالين تكون إسرائيل خاسرة، وعجزت عن تحقيق أهدافها.
في المحصلة يبدو أن معركة بايدن- نتنياهو، ستنتهي بخروج أحدهما من السلطة، وبات الوقت يضيق أمام الطرفين. ولذلك سيلجأ كل طرف لاستخدام ما أمكنه من الأسلحة لاسقاط الآخر.
وفي ظل المعارضة الداخلية الشديدة لنتنياهو، والانقسام داخل حكومته، اضافة إلى وقوف عدد كبير من اليهود الأميركيين ضد نتنياهو، وتأييدهم لبايدن، قفد تسفر المعركة، عن سقوط نتنياهو بالضربة القاضية، وسيكون أول الخاسرين.