تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
اعتمدت المقاومة الإسلامية تكتيكاً عسكرياً جديداً في المواجهة مع العدو، بحيث غطّت المُسيّرات الانقضاضية أجواء المستوطنات شمال فلسطين المحتلة. وإزاء عجز القبة الحديدية عن مواجهة الأمر، حاولت طائرات العدو الحربية من طراز F15 اعتراض المُسيّرات من دون أن تنجح في مهمتها تماماً. وكان مشهد الأمس نموذجاً لما كانت عليه الجبهة في الأسبوع الأخير من المواجهة، حيث ارتقى حزب الله في مستوى عملياته كماً ونوعاً.
وإذا كان حزب الله تقصّد إفهام العدو بأن قدرته عالية في مجال الاستعلام التقني والبشري، كما ظهر من الأهداف النوعية والدقيقة التي هاجمها في المطلة وغيرها، إلا أنه أراد أيضاً توجيه رسالة ردعية في مواجهة أي تصعيد إسرائيلي بالتزامن مع تخبّط العدو في قطاع غزة، ورسائل متعلقة بالردع المستقبلي، خصوصاً مع محاولات العدو خلق وقائع ميدانية للاستفادة منها في فرض قواعد اشتباك تكون السيطرة فيها لجيش العدو.
وردّاً على الاعتداءات على القرى الجنوبية واستهداف المدنيين، قصف حزب الله أمس مبنيين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرة شتولا (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة)، ومبنيين آخرَين في مستعمرة المطلة، ومبنًى تتموضع فيه قوة استخبارات للجمع الحربي في مستعمرة المنارة. كما شنّ حزب الله هجوماً جوياً بمُسيّرات انقضاضيّة استهدفت ضبّاطاً وجنوداً أثناء وجودهم في باحة ثكنة يفتاح وأصابتهم بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح، وأتبعه بقصف على قوات النجدة، في وقت كانت مُسيّرات أخرى تصيب إحدى منصّات القبّة الحديدية المتموضعة جنوب ثكنة راموت نفتالي، ما أدى إلى إعطابها.
وبعد رصد ومتابعة لجنود العدو في موقع الراهب، وأثناء تحركهم داخل إحدى الدشم، استهدفهم الحزب بالأسلحة الصاروخية الموجّهة. وبعد نحو ساعة ونصف ساعة من الهجوم الجوي بالمُسيّرات على ثكنة راموت نفتالي، وعند تجمّع جنود العدو داخل الثكنة، استهدفهم مقاومو الحزب بصاروخ موجّه وأوقعوهم بين قتيل وجريح. كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية في موقع السماقة وثكنة زبدين في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، وقصفت تجمعاً لجنود العدو قرب المنارة.
وأمام كثافة الاستخدام المتقن لسلاح المُسيّرات من قبل حزب الله، قالت القناة 12 العبرية، إن جيش الاحتلال بدأ التحقيق في «الضربة القاتلة» جراء انفجار مُسيّرة في المطلة أسفرت عن مقتل جنديين احتياطيين، وإصابة ثالث بجروح خطيرة. وأشارت وسائل إعلام العدو إلى أنه رغم الاستنفار العالي لمنظومة الدفاع الجوي وإطلاق المقاتلات للاعتراض، وقعت خسائر في صفوف الإسرائيليين.
وأضافت أنه كانت هناك حالات اخترقت فيها طائرات حزب الله الجليل وانفجرت من دون اكتشافها. وبحسب القناة الإسرائيلية، أُطلقت أمس 6 مُسيّرات مفخّخة من لبنان انفجرت 5 منها في الجليل الأعلى وتسبّبت بوقوع أضرار، فيما اعتبرت صحيفة «معاريف» أنه وفقاً لعدد المُسيّرات التي أُطلقت من لبنان، فإن «هذا يُعد هجوماً غير عادي».
وتعليقاً على هذه التطورات، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن «إطلاق النار الدقيق لحزب الله يسمح له بالضرب ليس فقط بالصواريخ المضادة للدروع، وفي مثل هذا الواقع يستحيل على سكان الشمال العودة إلى حياتهم الطبيعية».
من جهته، لفت موقع «والاه» العبري إلى أن «جنود الاحتياط الذين يخدمون على الحدود الشمالية يتحدثون بأن حزب الله يراقبهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وأن النشاطات غير العملياتية في المنطقة تكشفهم لأنظار الحزب وتعرّضهم للخطر».
ولفت إلى أن «كل هجمات حزب الله تعتمد على البنية التحتية والاستخبارات، فهم يعرفون أن هناك قوات وينفّذون الهجوم»، مؤكداً أن الحزب «ينجح مرة أخرى في تحدي سلاح الجو في مستوى ارتفاع قريب من الأرض، ومرة أخرى يدخل محلّقات ومُسيّرات وصواريخ طويلة المدى مضادة للدبابات ويضرب أهدافاً عسكرية ومدنية في العمق الإسرائيلي».
الأخبار