تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
انضم دبلوماسي غربي من إحدى الدول المعنية بالملف اللبناني، إلى قائمة المحذرين من خطورة توسيع إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية في لبنان، خصوصاً بعد غارة «الغازية» التي استهدفت أمس الأول منشآت تبعد نحو 2 كلم عن مدينة صيدا الساحلية في عمق 50 كلم من الحدود الجنوبية.
ويقول الدبلوماسي الغربي الذي يعمل في بيروت، لـ «الجريدة» الكويتية، إن على لبنان المسارعة بالوصول إلى ملامح اتفاق يكرّس خفض التصعيد ويمنع توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية، لأن الأوضاع أصبحت قابلة للتدهور، ولأنه لا يجب إعطاء أي فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكسب المزيد من الوقت لإطالة أمد الحرب.
ويرى المصدر الدبلوماسي أن لبنان في سباق مع الوقت، وأنه لا يمكنه انتظار مآلات الحرب على غزة، منتقداً موقف حزب الله في ربط الاستحقاقات اللبنانية بغزة، لأن ذلك يؤدي إلى مزيد من التدهور الذي تستغله إسرائيل لتعميق عملياتها.
وأكد أن كل الاقتراحات المقدمة للبنان يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، ويجب التعاطي معها بجدية وأهمية، كي لا يحصل ما هو غير محسوب، لأن احتمال الحرب لا يزال قائماً، ولأن هناك مخاوف جدية من أن تتحول إسرائيل إلى تصعيد المواجهة مع حزب الله، بعد انتهاء حرب غزة أو بعد معركة رفح، خصوصاً أنها عملت على نقل المزيد من الفرق العسكرية إلى الحدود اللبنانية.
وأقر المصدر بأن هناك اختلافاً في المقاربات الأميركية والأوروبية، خصوصاً الفرنسية للأوضاع في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن واشنطن، والمبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين، يعتمدان استراتيجية ترك التوتر قائماً للوصول إلى حل «على الحامي»، وفي المقابل لا ترى فرنسا أن ذلك مجدٍ حيث تجد نفسها معنية بالعمل على وقف التصعيد العسكري من دون انتظار حرب غزة، لأنه لا أحد سيكون قادراً على إبقاء العمليات العسكرية مضبوطة.
ويشير الدبلوماسي إلى أنه من الخطأ الرهان على المسار الأميركي، لأن واشنطن تلبي فقط مصلحتها ومصلحة إسرائيل، ولا يمكن للبنانيين أن يحققوا أي مصلحة لهم في حال أرادوا الرهان على الأميركيين.
ويوحي هذا بوجود تباينات كثيرة بين عدد من الدول الغربية والولايات المتحدة التي سبق أن نقلت السفارة الأميركية إلى القدس، واعترفت بضم إسرائيل للجولان الذي يعني ضمناً ضم مزارع شبعا المحتلة.
وأضاف أن هناك دولاً أخرى ترفض ذلك، ولا تزال تؤيد اعتماد نهج مختلف، ولابد من الاستعجال لتحقيق عملية ترسيم الحدود أو تحديدها من خلاله، لأنه في حال طال أمد المفاوضات بانتظار الانتخابات الأميركية وفاز دونالد ترامب، فإنه لا يمكن للحلول أن تأتي كما يشتهي لبنان.
هذا التباين بين بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة حول الوضع في الجنوب له انعكاس أيضاً على المسار السياسي الداخلي وما يتصل بالانتخابات الرئاسية واجتماعات اللجنة الخماسية، إذ هناك من يعتبر أن ثمّة مسارين، الأول هو الذي تمثّله «الخماسية»، بينما هناك مسار آخر يبدو أنه تحت الطاولة بين الأميركيين والإيرانيين من خلال محاولة البحث عن صيغة خارج معايير «الخماسية» تربط الانتخابات الرئاسية بنتائج وتطورات الوضع في الجنوب.
وبهذا الشأن ينتقد المصدر الدبلوماسي - ضمناً - أي محاولة للابتعاد عن المسار الذي وضعته «الخماسية» للوصول إلى تسوية سياسية، ويتوجه إلى اللبنانيين بالقول إن مسؤولية الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتقهم لا على عاتق فرنسا أو مبعوثها جان إيف لودريان، والذي عُقد اليوم اجتماع خماسي لسفراء الدول الخمس في قصر الصنوبر في بيروت للتحضير لزيارته للبنان ووضع برنامج عمل لتلك الزيارة..
المصدر - الجريدة