تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نبدو وكأننا قد دخلنا الحربَ منْ دونِ أنْ ندخلها.
ومنْ دونِ أنْ نُعلنَ عنها.
العملياتُ العسكريةُ اليوميةُ على الحدودِ بينَ جنوبِ لبنانَ وشمالِ فلسطين المحتلةِ، صارتْ بالنسبةِ للناسِ بعدَ اسبوعينِ على عمليةِ طوفان الاقصى "روتينيَّةً" وكأنها ضمنَ حدودِ اللعبةِ وتوازناتِ الرعبِ الكبيرةِ المتبادلةِ.
"تقصفنا هنا نَقصفكِ هناك"..."تقتلُ شخصاً نقتلُ كلَّ شخصٍ بالمقابلِ".
حتى الساعةَ يبدو وكأنَ المسألةَ مضبوطةٌ وعلى إيقاعِ ساعةِ العملياتِ في غزة التي تتأجلُ يوماً بعدَ يومٍ نظراً لدقةِ الامرِ وتشعُّبِ التعقيداتِ وضخامةِ الخسائرِ المحتملةِ المتبادلةِ بينَ الطرفين، وتوقُّعِ سقوطِ مئاتِ وآلافِ الضحايا منْ المدنيينَ في غزة بنيرانِ العدوِّ الاسرائيليِّ..
علماً أن كلفةَ التوغُّلِ البرِّيِ في حربِ شوارعَ بالنسبةِ لقواتِ الاحتلالِ الاسرائيليةِ، ستكونُ كبيرةً نظراً لطبيعةِ الارضِ،
ولمفاجآتِ حماس التي أُعطيتْ اسبوعينِ لتحضيرِ خططٍ عسكريةٍ بديلةٍ تبعاً لذلكَ.
***
منْ هنا، ومع الحساباتِ الدقيقةِ لايران ولحزبِ اللهِ في لبنانَ، لا يُعرفُ إذا كانَ الحزبُ سيدخلُ المعركةَ على نطاقٍ واسعٍ أم لا، أم يكتفي بدورِ المساندِ في المرحلةِ الحاليةِ لحماس في الداخلِ.
وعليهِ... وإذا استمرَّتْ لعبةُ "الفأرِ والهرِ" في الداخلِ الفلسطينيِّ بينَ حماس وقواتِ الاحتلالِ بانتظارِ التوقيتِ المناسبِ لتوغُّلٍ بريٍّ،
قد نكونُ ذاهبينَ الى حربِ استنزافٍ طويلةٍ تأخذُ اشهراً منْ العملياتِ والتوتُّرِ والقصفِ، وهذا الامرُ بدورهِ سينعكسُ على لبنان،
ونكونُ في اجواءِ حربٍ معلَّقةٍ تضربُ ما تبقى منْ بلدٍ.
***
وللأسفِ، هذا ما قد نصلُ إليهِ... حيثُ كانتْ الاشارةُ الاولى عبرَ خطواتِ شركةِ طيرانِ الشرقِ الاوسط بتعليقِ كثيرٍ من الرحلاتِ وبنقلِ طائراتٍ.
وعندما نكونُ في اجواءِ حربٍ..
لا سياحةَ، لا زوارَ، لا مغتربينَ، لا استثماراتٍ لا مؤسساتٍ تجاريةٍ تعملُ،لا تحاويلَ، لا خططَ مستقبليةً.
لا ورشَ عملٍ حكوميةٍ او تشريعيةٍ، وهي اساساً مع الفراغِ الرئاسيِّ معطلَّةٌ.. فماذا تنتظرونَ اكثرَ من تداعياتٍ سلبيةٍ على البلادِ؟
***
بلادٌ تدفعُ منذُ اكثرَ من سبعينَ عاماً أثمانَ الصراعاتِ في المنطقةِ، كانَ بأمكانها الصمودُ سابقاً،
ولكنْ اليومَ إذا كانَ البلدُ مُفلساً،
فكيفَ نصمدُ...؟
ألسنا بحاجةٍ لأنْ نتواضعَ قليلاً بشعاراتِ الاوهامِ لنعودَ إلى حقائقِ الواقعِ وهي مُوجعةٌ!