تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- الهام سعيد فريحة "
الاخبارُ الآتيةُ منْ الحدودِ بينَ لبنانَ وفلسطينَ المحتلة والطالعةُ النازلةُ بينَ توتُّرٍ ومعاركَ فهدوءٌ حذرٌ،
تُوحي وكأننا امامَ مرحلةِ "تحميةٍ" يعرفها الرياضيونَ تسبقُ خوضَ المبارياتِ الكبرى والقاسيةِ والمضنيةِ...
"تحميةٌ" في سباقٍ مع التحضيراتِ للاجتياحِ البريِّ الذي صارَ محسوماً ووشيكاً لغزة، كما هي في سباقٍ مع حكومةِ الوحدةِ الوطنيةِ التي تمَّ التوافقُ داخلَ اسرائيل على تشكيلها، وتكونُ حكومةَ طوارىء..
وتاريخياً حكومةُ الوحدةِ الوطنيةِ هي حكومةُ المواجهةِ والحربِ.
فهلْ أتُّخذَ قرارُ الحربِ الشاملةِ أم المحليةِ؟ بِما معناهُ هلْ الحربُ ستكونُ محصورةً بغزة، أم ستشملُ لبنانَ وماذا بعدَ لبنان؟
***
قد يجدُ المراقبُ إشاراتٍ جديةً وحقيقيةً وخطيرةً على الحدودِ بينَ لبنانَ وفلسطين المحتلة..
ولكنْ قرارَ الحربِ الشاملةِ بيدِ منْ؟
بيد حزب اللهِ وايران أم بيدِ اسرائيل؟
ولا تبدو اميركا الداعمةُ حتى الساعةَ للموقفِ الاسرائيليِّ متحمسةً للانغماسِ في حربٍ هي لا تريدها وليستْ في توقيتها، وقد تكونُ البوارجُ الاميركيةُ موجهةً اكثرَ نحوَ لبنانَ منها نحوَ غزة.
اسرائيل نتنياهو تريدُ الحربَ الشاملةَ بتوقيتها هي، بعدَ إنجازِ التحضيراتِ والتجهيزاتِ اللوجستيةِ مع المعرفةِ المُسبقةِ أنهُ في كلِّ الحالاتِ فإنَ الهزيمةَ النكراءَ لحقتْ وستلحقُ بنتنياهو حتى ولو سجلَ أيَّ انتصارٍ بالدمِ والنارِ والدمارِ على غزة وربما حزب الله.
حزبُ اللهِ، وبعدَ الكلامِ الاميركيِّ ثمَّ الالمانيِّ عنْ عدمِ تورطِ ايران في الحربِ مع حماس، يبدو أقلَّهُ متفرجاً حتى الساعةَ ولا يريدُ الحربَ التي يعرفُ مُسبقاً أنها ستكونُ مدمِّرةً ومكلفةً لهُ شعبياً وسياسياً وحتى لوجستياً،
وثمَّةَ منْ يقولُ:إذا خاضَ الحربَ ستكونُ النتائجُ تدميريةً عليهِ وعلى بيئتهِ وبنيتهِ التحتيةِ،
وإذا لم يخضْ الحربَ سقطتْ مشروعيةُ خطابهِ حولَ وحدةِ الساحاتِ وحولَ شرعيةِ السلاحِ الموجهِ لتحريرِ فلسطين.
وفي كلِّ الحالاتِ ثمَّةَ حرصٌ واضحٌ من الجانبينِ على الالتزامِ بقواعدِ الاشتباكِ المعمولِ بها.
***
وسطَ كلِّ ذلكَ، الخوفُ يسيطرُ على الجميعِ، واكبرُ اشارةٍ هي موجةُ النزوحِ المستمرةُ منْ الجنوبِ، والخطيرُ بالامرِ كيفَ ان بعضَ النازحينَ السوريينَ يأخذونَ بعضَ اماكنِ سكانِ القرى النازحةِ ويسرحونَ ويمرحونَ فيها.. واللهُ اعلمُ.. ماذا قد يفعلُ بعضُ هؤلاءِ، ولمصلحةِ منْ يعملونَ؟
وايُّ اجاندا قد ينفِّذونَ...
بلدٌ اساساً فالتٌ،
ينتظرُ النارَ الآتيةِ منْ فوق بعدَ نيرانِ جهنمٍ التي غرقَ فيها!