تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نعودُ من جديدٍ الى ازماتِ الناسِ الحياتيةِ، واوَّلها الاوضاعُ الصحيَّةُ والاستشفائيةُ،
فما يجري مع مرضى غسيلِ الكلى خطيرٌ ومخزٍ ومخجلٌ.
فماذا يعني أن تهدِّدَ مستشفياتُ لبنان بالتوقُّفِ عنْ استقبالِ مرضى غسيلِ الكلى لأنَ الدولةَ المفلِّسةَ،
لم تدفعْ للمستشفياتِ مستحقاتها المتأخرةَ، وهلْ يعقلُ ان حكومةً لم تستدركْ ازمةَ عدمِ دفعِ الجهاتِ الضامنةِ للمستشفياتِ؟
ليستْ الأزمةُ محصورةً فقط بغسيلِ الكلى، بل حتى بالنسبةِ للمرضى، عدمُ توفُّرِ الادويةِ لزارعي الاعضاءِ وبينها الكلى،
فهي إما غيرُ متوفرةٍ، او متوفرةٌ باسعارٍ ناريةٍ...وإذا عجزَ المواطنُ المريضُ عن الحصولِ على الدواءِ فهذا يعني ان حياتهُ مهدَّدةٌ.
***
هذا نموذجٌ واحدٌ من نماذجِ إنهيارِ دولةِ الرعايةِ التي تخلَّتْ عنْ الناسِ منذُ زمانٍ، وذهبتْ الى التفتيشِ في آخرِ جيبٍ منْ جيوبهمْ عمَّا تبقى من ضرائبَ ورسومٍ.
ويكفي ان نُراقبَ التخبُّطَ الذي تعيشهُ مؤسسةُ كهرباءِ لبنانَ،
لناحيةِ ما ندفعهُ من فواتيرَ لنعرفَ حجمَ الفوضى التي نعيشُ فيها وكأننا في حارةِ "كل مين ايدو إلو" وهذا ما كتبنا عنهُ قبلَ يومينِ.
***
إلى أينَ منْ هنا؟
لا احدَ يعرفُ، نعيشُ في المجهولِ خصوصاً مع إنسدادِ أفقِ الحلِّ الرئاسيِّ بعدَ تخلي الفرنسيينَ وعدمِ جدوى التحرُّكِ القطريِّ، وشبهِ شللِ اللجنةِ الخُماسيةِ.
حتى الساعةَ... لا احدُ يعرفُ منْ يريدُ اكثرَ أن يأخذَ البلادَ إلى المجهولِ ومنْ يتحمَّلُ اكثرَ مسؤوليةَ عرقلةِ الحلولِ،
كلُّ فريقٍ يُحمِّلُ الآخرَ.
لكنْ منْ الاكيدِ ان الجميعَ يريدونَ أخذَ البلادِ الى تغييرٍ في النظامِ.
واحدٌ باتجاهِ الفدراليةِ، وآخرُ باتجاهِ اللامركزيةِ الاداريةِ الموسعةِ والماليةِ، وآخرُ باتجاهِ المثالثةِ ونسفِ الطائفِ.
***
للجميعِ مصلحةٌ في إنهيارِ البلادِ نهائياً ولو على حسابِ الناسِ وارزاقهمْ ومستقبلهمْ وما تبقَّى منْ سنواتِ اعمارهمْ...
الجميعُ للأسفِ يتشاركُ في الجريمةِ.
الناسُ وحدهمْ همْ الضحايا!