تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في كلامِ الموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان الكثيرُ من العجرفةِ حتى لا نقولَ اكثرَ، حينَ يطلبُ من اللبنانيينَ الذهابَ الى الخيارِ الثالثِ،
ويحذِّرُ من الحصارِ الماليِّ على لبنانَ...
فعدا عن أن ما قالهُ يُعتبرُ تدخُّلاً في شؤونِ لبنانَ الداخليةِ يُضافُ الى مآثرَ الديبلوماسيةِ الفرنسيةِ الجديدةِ،
فهو يهدِّدُ بلداً بكاملهِ بعقوباتٍ،
وكأنَ الناسَ في لبنانَ يجبُ ان يُعاقبوا ايضاً نتيجةَ تناقضاتِ الخارجِ ورسائلهِ عبرَ الساحةِ اللبنانيةِ، وايضاً نتيجةَ ارتكاباتِ منْ يحكمونهمْ.
واساساً منْ قادَ لبنانَ واللبنانيينَ إلى خيارِ سليمان فرنجيه (مع احترامنا الكاملِ لهُ)، غيرُ المبادرةِ الفرنسيةِ القائمةِ كما تمَّ التسويقُ لها يومها على التعاملِ بموضوعيةٍ وواقعيةٍ مع واقعِ حزبِ اللهِ كحالةٍ لا يمكنُ الخروجُ منها لحسمِ ايِّ خيارٍ رئاسيٍّ..
فضلاً عن حساباتِ اصدقاءِ ماكرون في افريقيا ونيجيريا وغيرها من صفقاتِ الغازِ والطاقةِ..
هلْ يُحاسبُ لودريان اللبنانيينَ على خيارٍ همْ أتخذوهُ كدولةٍ فرنسيةٍ؟
واذا كانتْ الخياراتُ في اللجنةِ الخُماسيةِ متناقضةً منْ دونِ ان يُعلنَ عن ذلكَ، فما دخلُ اللبنانيينَ؟
وهلْ يُعقلُ ان يُقالَ ان حصاراً مالياً سيفرضُ على اللبنانيينَ إذا لم يسيروا بالخيارِ الثالثِ؟
فأساساً ألسنا في حصارٍ ماليٍّ على لبنانَ؟
ماذا ينتظرنا بعدُ؟
اكثرَ من الجوعِ؟ اكثرَ من الفقرِ؟ اكثرَ من الذلِّ؟
***
نعيشُ تجاربَ مع الدولِ الاجنبيةِ وكأننا في عقليةِ الانتدابِ والقرونِ الوسطى وذهنيةِ الفوقيةِ، فهلْ يجبُ على اللبنانيينَ ان يُذكِّروا لودريان ومعلِّميهِ تجربةَ "النيجر"، وكيفَ انقلبَ هذا البلدُ الافريقيُّ على سياسةِ الفرضِ الفرنسيةِ؟
ماذا فعلَ لبنانُ للغربِ وللعربِ غيرَ ان يكونَ ساحةً لهمْ ولقضاياهمْ ولرسائلهمْ...
وها هو يدفعُ ثمنَ التخلِّي الدوليِّ عنهُ في ملفِّ النازحينَ والذي لو انتقلَ الى اوروبا لكانتْ تحوَّلتْ الى ملاذٍ لكلِّ انواعِ الممنوعاتِ والممنوعينَ...
والاسوأُ أنهُ لا يتمُّ التعويضُ لنا بقرشٍ عنْ هذهِ القضيةِ العبءِ، بلْ عوضاً عن ذلكَ يهدِّدنا بحصارٍ ماليٍّ..
لم يكنْ لودريان ليتجرَّأُ بعدَ رسائلهِ واسئلتهِ للنوابِ،
لو لم يكنْ هناكَ مسؤولونَ فارغونَ وتافهونَ يرتضونَ ذلكَ،
ولو كانَ هناكَ رأيٌّ عامٌ واعلامٌ لكانوا قلبوا الدنيا عليهِ..
رضينا بالذلِّ ولم يرضَ الذلُّ بنا...!