تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فجأةً انتفضتْ الدولةُ على نفسها، وهربتْ من الواقعِ الاليمِ الذي تتخبَّطُ فيهِ الى الوراءِ، لتضعَ تقريرَ التدقيقِ الجنائيِّ قيدَ الملاحقةِ،
هبَّ "النجيبُ" ليُطالبَ في مجلسِ الوزراءِ وزيري العدلِ والماليةِ بإتخاذِ الاجراءاتِ اللازمةِ.
وصولاً الى تشكيلِ لجنةٍ لتعديلِ قانونِ النقدِ والتسليفِ.
وكأنَ المشكلةَ في القانونِ وليسَ بالممارسةِ.
ثم هبًّ نائبهُ ليرفعَ طلباً الى مجلسِ الوزراءِ فيهِ كلُّ إشكالِ تصفياتِ الحساباتِ مع مصرفِ لبنانَ الذي عملَ فيهِ سنواتٍ وطردُ طرداً.
ثم هبَّ وزيرُ العدلِ ليقدِّمَ اخباراً الى النيابةِ العامةِ التمييزيةِ طالباً منها التحقيقَ مع الاشخاصِ والمؤسساتِ الواردةِ اسماؤهمْ في التدقيقِ الجنائيِّ...
لكنْ.. لحظةً منْ فضلكمْ أيها الجهابذةُ، لماذا اعتمدتمْ فقط من 2015 الى العام 2020، وأينَ سنواتُ الفسادِ والهدرِ والمشاريعِ الوهميةِ، وإفلاسِ الدولةِ ،أليستْ منْ صنعِ اياديكمْ، وقرَّرتمْ ان تمحو ما يوجدُ قبلَ 5 سنواتٍ من فسادٍ بعهودكمْ..
في لحظةٍ واحدةٍ، اغتنمَ الجميعُ صدورَ التقريرِ للشروعِ بالعملِ الرقابيِّ عن سنواتٍ طويلةٍ للوراءِ. والسؤالُ هنا ،
هلْ يطبِّقُ "النجيبُ" على نفسهِ ما يطلبهُ للاخرينَ ومنْ الاخرينَ؟
وهلْ ثمَّةَ احدٌ سألَ "النجيبَ" عن ملفاتهِ القضائيةِ المفتوحةِ في فرنسا وموناكو.
ولماذا استثناهُ من الزيارةِ الموفدُ الفرنسيُّ لودريان في زيارتهِ الاخيرةِ لبيروت؟
***
وهلْ ثمَّةَ منْ يسألُ عن علاقةِ "النجيبِ" الوطيدةِ بالحاكمِ السابقِ رياض سلامة الذي ساعدَ "النجيبَ" في الكثيرِ من ملفاتهِ القضائيةِ،
وثمَّةَ اصدقاءٌ مشتركونَ بينَ الاثنينِ كانوا على خطِّ الصفقاتِ والعملياتِ الماليةِ لحسابِ "النجيبِ"،
والسؤالُ الكبيرُ ما دامَ التدقيقُ الجنائيُّ يسألُ عن القروضِ المدعومةِ ويتحدثُ عنها، كما عنْ الهندساتِ الماليةِ،
ألم يستفدْ "النجيبُ" منْ هذهِ القروضِ ومنْ هذهِ الهندساتِ؟
وتبعاً لأيَّةِ توجيهاتٍ ومعلوماتٍ هرَّبَ "النجيبُ" اموالهُ خارجَ لبنانَ قبلَ الازمةِ؟
وكيفَ يقترضُ من مصارفَ لبنانيةٍ 14 مليونَ دولارٍ، وهو نقلَ اكثرَ من خمسمايةِ مليونِ دولارٍ الى خارجِ لبنانَ؟
واستطراداً ... هلْ يعاملُ "النجيبُ" نفسهُ كما يطلبُ معاملةَ الآخرينَ، وهو احدُ المساهمينَ في احدِ المصارفِ التي تحدثَ عنها التدقيقُ الجنائيُّ؟
***
نحنُ امامَ مرحلةٍ من الجنونِ قادمةٌ علينا في الاسابيعِ المقبلةِ: نبشُ قبورٍ ، تصفيةُ حساباتٍ .. نكاياتٌ، تشهيرٌ ، اساءاتٌ، خلطُ الحابلِ بالنابلِ ...
إلحاقُ "الصالحِ" بظهرِ "الطالحِ"، وكلها لتصفيةِ رياض سلامة اكثرَ باعتبارهِ المجرمَ الاولَ في الجمهوريةِ، وكأنَ البقيةَ نزَّهوا أنفسهمْ عن كلِّ الارتكاباتِ والموبقاتِ.
ذاهبونَ اكثرَ الى ضربِ ما تبقى من مؤسساتٍ ونظامٍ تحتَ عنوانِ الحوكمةِ والمحاسبةِ والشفافيةِ.
فلينجِّنا الهُا من الاحقادِ التي تحكمُ البلادَ والعبادَ!