تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
لطيفة هي وجميلة!
فبعد أن بنت عشاً على حافة شرفتي، وكانت مطمئنّة على فِراخها، عادت اليوم ودخلت بكل هدو.
اقتربت منها فلم تبتعد، قدمت لها يدي فوقفت عليها بكل فرح وسلام.
جاءت لتسلّم عليّ!!
قدّمت لها بعض الطعام، أكلت قليلاً، لكنها لم تكن جائعة، فمن الواضح أن زيارتها لسبب آخر.
جعلتني زائرتي اليوم أفكر، بقدرة الله وأسرار خلقه!!!
حاولت محادثتها، نظرت في عينيها، لمست رأسها الصغير، وقلت في نفسي "سبحان الله كم هو عالم، وكم نعجز نحن عن العلم".
تمنيت لو أني أجيد لغتها، لنتبادل قليلاً أطراف الحديث، أردت أن أسألها عن فرح التحليق في الهواء الطلق، عن جمال الحرية، عن الثقة بالله الذي لا يترك مخلوقاً إلّا ويبعث له رزقه، عن سر عطفها على صغارها، عن العِشرة والجيرة والوفاء الذي تفوقت به على بعض البشر.
نظرت إليّ صديقتي، ثم حركت جناحيها قليلاً، وكأنها تودعني، فرفعت يدي مودعاً، وهي تفرش جناحيها على الهواء، ورحلت فرِحةً، وأنا أعلم أنها لا بد أن تعود، لتخبرني في يوم آخر، عن شيء ما….!!!، عن جمال السلام والمحبة والعطاء، وأن هذه المخلوقات ذكية كفاية، وليست ساذجة كما يعتقد البعض.
لا تقتلوا الطيور إنها لطيفة وودودة.