تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بقدرِ ما كانَ مؤثِّراً وبقدرِ ما كانَ واقعياً وعملياً كلامُ وليد جنبلاط في كلمتهِ الاخيرةِ قبلَ تسليمِ تيمور مقاليدَ الحزبِ التقدميِّ الاشتراكيِّ. وكانَ تبادلُ الرسائلِ، بينَ الأب
والأبنِ، المعروفِ عنهُ عدمُ ولعهِ بالسياسةِ التقليديةِ في لبنان،
جميلاً، ونزلَ على المشاركينَ في مؤتمرِ عين زحلتا كأنهُ كتابُ الوصايا والعهودِ المتبادَلةِ...
مرةً اخرى يُثبتُ وليد جنبلاط في نقلهِ الهادىءِ للسلطةِ، كم هو مؤمِّنٌ بتداولِ السلطاتِ وسُنَّةِ الحياةِ... هو الذي كانَ يخشى في كلِّ لحظةٍ انْ لا تطعمهُ الدنيا نعمةَ تسليمِ تيمور وهو على قيدِ الحياةِ..
فإذا بلحظةِ التسلُّمِ والتسليمِ شهادةٌ كبيرةٌ على إستمراريةِ هذا البيتِ التاريخيِّ بعزِّهِ وشموخهِ وعروبتهِ ووطنيتهِ وإيمانهِ بالعيشِ المشتركِ،
رغمَ كلِّ جراحِ الماضي التي تسبَّبَ بها الآخرونَ ايضاً...
اثبتتْ جلسةُ الانتخاباتِ الرئاسيةِ الاخيرةِ وقبلها الجلساتُ الاخرى إنحيازَ آل جنبلاط الى بيئةِ 14 آذار كمشروعٍ رغمَ كلِّ المحبةِ وعشرةِ العمرِ بالرئيسِ نبيه بري.
ومع ذلكَ تركَ وليد جنبلاط القرارَ لتيمور كأوَّلِ اختبارٍ لهُ عمليٍّ مع إستحقاقاتِ البلدِ الداهمةِ.
اعطى البلادَ فرصةً ولا احدَ يعرفُ غداً إذا حلَّتْ التسويةُ،
كيفَ سيهندسُ تيمور جنبلاط الانتقالَ بسلاسةٍ الى حيثُ يجبُ ان يكونَ القرارُ لخدمةِ البلادِ،
ولنْ يكونَ أيُّ قرارٍ إنقلاباً على أيِّ مواقفَ سابقةٍ...
فهذا البيتُ عاشَ شامخاً وفي الوقتِ نفسهِ هو حاضرٌ للتسويةِ وللواقعيةِ السياسيةِ الى درجةِ العضِّ على الجرحِ، بانتظارِ اللحظةِ المناسبةِ، تماماً كالتعاملِ يومَ اغتيلَ كمال جنبلاط.
***
هي مرحلةٌ جديدةٌ اعطى فيها وليد جنبلاط لتيمور إشاراتِ البدءِ ولعلَّ في كلامهِ حولَ الصناديقِ والمؤسساتِ الدوليةِ ونصائحها العجيبةِ وبرامجها الخفيَّةِ.
اكبرُ تصويبٍ على صندوقِ النقدِ الدوليِّ لا سيما بعدما تابعَ "البيك" مجرياتِ ما يجري في مصر الدولةِ التي يسوحُ فيها من وقتٍ لآخرَ البيك ووصفاتِ الصندوقِ الذي جعلَ كما كتبنا مصرَ أمَّ الدنيا تتوسَّلُ المالَ لشراءِ القمحِ لاطعامِ الملايينِ.
سنكونُ امامَ إمتدادٍ للارثِ الجنبلاطيِّ في مسيرةِ تيمور جنبلاط الجديدةِ المطعَّمةِ بالجيلِ الشابِ،وبعضهمْ كنا نتابعهمْ في البرامجِ التلفزيونيةِ وجلُّهمْ من الشاباتِ الرائداتِ والشبابِ القادةِ في العملِ السياسيِّ والاجتماعيِّ.
***
ستكونُ اشهرُ الصيفِ اشهراً للإجازةِ.
والاختبارِ الجديِّ للجميعِ سيبدأ مع حلولِ تشرين حيثُ كلُّ الاستحقاقاتِ الاجتماعيةِ والتربويةِ والاقتصاديةِ والنقديةِ على المحكِ...
فكيفَ ستتعاملُ معها الاطرافُ السياسيةُ وعلى رأسها الحزبُ التقدميُّ الاشتراكيُّ بقيادتهِ الجديدةِ؟
اليوم، وقفةٌ للعيدِ الكبيرِ...كلُّ اضحى ولبنانُ والعالمُ العربيُّ بألفِ خيرٍ!
واعودُ إليكمْ احبائي قرائي صباحَ الجمعةِ بإذنِ الربِّ.