تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في انتظارِ ما سيحملهُ المُوفدُ الفرنسيُّ جان إيف لودريان الى لبنان عقبَ محادثاتِ الامير محمد بن سلمان مع الرئيس ايمانويل ماكرون والتي بقيتْ كواليسها غيرَ مكشوفةٍ.
يعودُ الداخلُ اللبنانيُّ الى الجدالاتِ البيزنطيةِ في كلِّ امرٍ، إلاَّ في ما يخصُّ شؤونَ الناسِ الحياتيةِ واليوميةِ.
وها هو مجلسُ النوابِ يعودُ اليومَ الى التشريعِ للضرورةِ وسطَ أخذٍ وردٍّ حولَ دستوريةِ الجلسةِ او لا،
غيرَ أن طوارىءَ رواتبِ الموظفينَ المعلَّقةِ على التشريعِ تفرضُ نفسها على أيِّ امرٍ آخرَ..
فيما هناكَ مشاريعُ قوانينَ لا تزالُ في الادراجِ، ومطلوبٌ إقرارها إن لناحيةِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ، او لناحيةِ شؤونٍ مطلبيةٍ واساسيةٍ، لكنَّ الجدلَ حولَ التشريعِ في غيابِ رئيسٍ للجمهوريةِ يمنعُ ذلكَ...
والسؤالُ، إذا لم يُحدِّدْ رئيسُ المجلسِ نبيه بري جلسةً للانتخابِ، وإذا دخلَ مجلسُ النوابِ بعدَ اسابيعَ في اجازاتِ الصيفِ والشَّللِ وسفرِ النوابِ..
فمنْ يتابعُ شؤونَ الناسِ؟
وهلْ يمكنُ الرهانُ فقط على التسلُّمِ الهادىءِ بينَ حاكمِ المركزيِّ المغادرِ ونائبهِ المستلمِ لضمانِ استقرارِ الامورِ النقديةِ؟
***
وعدا ذلكَ هلْ سألَ احدٌ عن خطةِ الكهرباءِ وما إذا كانتْ اموالُ الجباياتِ ستكونُ،
حتى ولو بعدَ خفضها 25 % كافيةٌ لرفدِ مصرفِ لبنانَ بالاموالِ التي أدانها لمؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ لشراءِ الفيول...؟
وإذا بقيَ الوضعُ كذلكَ في المخيماتِ الفلسطينيةِ والسوريةِ والتي لم تُقطعْ الكهرباءُ عنها لعدمِ الدفعِ، لماذا على اللبنانيِّ ان يتحمَّلَ فواتيرَ كهربائهِ وكهرباءِ الفلسطيني والسوري خصوصاً،
وان إشاراتَ مؤتمرِ النازحينَ في بروكسيل كانتْ مخيِّبةً للآمالِ، وكأنَ لبنانَ سيتحوَّلُ البلدَ النهائيَّ للاخوةِ الفلسطينيينَ منذُ 1948 وللاخوةِ السوريينَ منذُ بدايةِ احداثِ سوريا ...
فهلْ هذا ما يُريدهُ المجتمعُ الدوليُّ من لبنان ، ان يتحوَّلَ بلدَ اللاجئينَ والنازحينَ،
متروكاً من دونِ مساعداتٍ ولا هبَّاتٍ ولا اموالٍ ولا استثماراتٍ ولا مشاريعَ، بلْ تُرمى لهُ فضلاتُ صندوقِ النقدِ الدوليِّ إذا أُقرَّتْ،
والمطلوبُ فقط ان يبقى على قيدِ الحياةِ، ولكنْ كيفَ وبأيةِ كلفةٍ وبأيةِ طريقةِ حياةٍ...
***
صادمةٌ هي ارقامُ البنكِ الدوليِّ حيثُ تؤكِّدُ ان نسبةَ تضخُّمِ اسعارِ الغذاءِ في لبنان هي 350 % خلالَ سنةٍ واحدةٍ،
لكنَّ ما يؤلمُ اكثرَ هو تقريرُ برنامجِ الغذاءِ العالميِّ ومنظمةِ الفاو،
والذي ضمَ لبنانَ الى لائحةِ البلدانِ ذاتِ "نقاطِ جوعٍ ساخنةٍ"، على خلفيةِ الازمةِ الاقتصاديةِ، ليخلصَ الى ان 70 % من الاسرِ غيرُ قادرةٍ على تأمينِ المستلزماتِ المعيشيةِ الاساسيةِ.
هذا ما اوصلتنا إليهِ منظومةُ الفسادِ في لبنان، وأيُّ رئيسٍ هلْ باستطاعتهِ إخراجنا من "نقاطِ الجوعِ الساخنةِ"؟