تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتب رئيس اللجنة للوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، والحاكم السابق لجمعية اندية الليونزالدولية المنطقة 351 (لبنان - الاردن - العراق - فلسطين ) فادي غانم :
قرأت منشوراً لأحد الموظفين في الدولة اللبنانية يقول فيه: "تعلّم من كيسي مش من كيسك"، وهو يشرح فيه واقع الموظفين في لبنان، حيث الدولة تنصر الفاسد والسارق والمرتشي، لأنه مدعوم من أحد الجهات النافذة، بينما الموظف "الأدمي" لا يحصل على ترقياته المستحقة، ولا على أي تقدير لإخلاصه في العمل، وبات اليوم فقيراً يعاني، عاجزاً عن تأمين ابسط مقومات العيش، وراتبه لا يوازي نصف راتب عاملة منزل، في قصور الحكام والأغنياء.
باسم موظف منذ ثلاثين عاماً، آمن بلبنان وحمله في قلبه، وجعل إخلاصه في العمل أولوية وفوق أي اعتبار، وحتى قبل متطلبات عائلته. لم يرتشِ يوماً ورفض أي هدية أو إكرامية، ولم يلجأ إلى وساطة حزبية أو طائفية، واعتقد أن كفاءته وعمله والقانون يكفلان حصوله على ما يستحق من ترقية وتقدير.
لكنه بعد سنوات طوال، اكتشف أنه في بلد تملؤه الطائفية والوساطة، والطالح فيه يعلو على الصالح.
صرخة باسم هي صوت كل موظف "أدمي" في لبنان، فالموظف الفاسد بنى القصور وراكم الثروات، وارتقى أعلى المناصب، فيما يجاهد "الأدمي" لتأمين لقمة عيشه، في دولة تزيد ضرائبها كل يوم، ولا تحاسب سارقاً، ولا تحاكم فاسداً، وترفض إعطاء الموظف راتباً عادلاً مستحقاً.
هي دولة تشجع موظفيها على السرقة والفساد والغش والرشوة، والمواطن يسأل أين الدولة؟!!!.
أشهر من الفراغ الرئاسي وفي عدة مؤسسات، وما زال المسؤولون يعطّلون الدولة ومؤسساتها، ويبحثون عن حصصهم في جبنة الحكم، ولا أحد منهم يسأل عن الشعب ومعاناته، ولا قيمة لديهم، لمصالحه ورغباته.
صرخة باسم محقّة طبعاً، ونابعة من وجع السنين، الذي عاناه كل مواطن شريف في لبنان. لكن رغم الألم ورغم هذا الواقع المرير، لن نترك لبنان، ولن نتخلى عن وطننا، لأنه ملك لنا ولأبنائنا، ولن ندعه للذئاب الفاسدة التي عاثت به خراباً.
بك يا باسم وبأمثالك من المواطنين الشرفاء، سيسمو الوطن، وسنبني بلدنا بكل عزم وثبات، وبك وبأمثالك نفتخر ويفتخر لبنان، فالمجد يصنعه الأبطال أصحاب النفوس الأبية، ورجال الكرامة الذين يرفضون الذل والاستكانة والخنوع، ويؤمنون أن الإخلاص واجب وحق للوطن، والحق يعلو ولا يُعلى عليه.