تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ يتابعُ عبرَ التلفزيون وجعَ الناسِ وصُراخهمْ حولَ إنهيارِ القطاعِ الصحيِّ في لبنان،
وكيفَ تفاعلَ وزيرُ الصحةِ بلا مبالاةٍ مع معاناةِ مرضى السرطانِ وغسيلِ الكلى،
يُدركُ الى أيِّ حجمٍ اوصلتْ المنظومةُ البلادَ وصارَ الناسُ متروكينَ لاقدارهمْ ليموتوا من دونِ ادويةٍ وعلاجاتٍ،
وإذا وُجدتْ فبشهاداتِ المعنيينَ والنقابيينَ بمعظمها مزوَّرةٌ ومهرَّبةٌ،
وبعضها لا يتضمنُ سوى الماءِ والملحِ، نُدركُ ان الدولةَ عاجزةٌ ومفلسةٌ وإن موازنةَ وزارةِ الصحةِ تراجعتْ من 500 مليون دولارٍ سنوياً الى ثلاثينَ مليونِ دولارٍ، فكيفَ بإمكانها ان تغطي امراضَ الناسِ وعملياتِهمْ الجراحيةِ...؟
ولكنْ ما الذي يمنعُ وزارةَ الصحةِ من ان تعملَ على شبكةِ علاقاتٍ عربيةٍ ودوليةٍ تَمنحُ نوعاً من توأماتٍ لقطاعاتٍ محدَّدةٍ،
لتقديمِ المساعداتِ والاعاناتِ لها تماماً كما جرى مع الهبةِ القطريةِ التي ذهبتْ حصراً لتأمينِ المازوتِ للمستشفياتِ الحكوميةِ؟
بدأنا بعرضٍ مُقتضبٍ لوضعِ الناسِ مع الملفِّ الصحيِّ الكارثيِّ والذي يجعلُ الناسَ مهدَّدةً بالموتِ،
إذا لم يكنْ لديها تأمينٌ بالفريش دولار ...
***
ولكنْ ماذا عن بقيةِ القطاعاتِ المنهارةِ؟
كلُّ ذلكَ ألا يستدعي ورشةً لإنقاذِ الجمهوريةِ من رأسِ هرمها؟
وماذا تُقدِّمُ العنتريَّاتُ لإيصالِ رؤساءِ مواجهةٍ من هنا ومن هناك، ماذا تُقدِّمُ للناسِ؟
وإذا وصلَ رئيسٌ من دونِ وفاقٍ او تسويةٍ، كيفَ يحكمُ وكيفَ يُعيدُ بناءَ الدولةِ، وكيفَ يُعيدُ للناسِ ثقتهمْ بدولةٍ لم تعد تُقدِّمْ لهمْ شيئاً.
صحيحٌ أنهُ لم يعدْ بإمكانِ ايِّ رئيسٍ ان يقدِّمَ شيئاً لوحدهِ، لكنْ وسطَ المطروحِ،
هلْ فكرَ احدٌ ببرنامجِ حُكمٍ نتخطى فيهِ الثلثَ المعطِّلَ والوزاراتِ الثابتةِ والمحاصصاتِ والتسوياتِ؟
هلْ وسطَ الاسماءِ المطروحةِ والانقساماتِ العموديةِ الموجودةِ واجواءِ النكاياتِ والاحقادِ، سيتمكنُ ايُّ رئيسٍ وصلَ بكسرِ فريقٍ آخرَ ان يَحكمَ؟
هذا نداءٌ نطلقهُ للتفكيرِ في الويك اند السياسيِّ المفصليِّ على صعيدِ الرئاسةِ اللبنانيةِ، فهلْ منْ لهُ ضميرٌ ليتَّعظَ؟