تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
صموئيل نبيل أديب
المستشار الاعلامى
1- مسجون بين اعمدة المحبةِ
أرقدَ علي الفراشِ لأسابيعَ ... التهابٌ مضاعفٌ في عصبِ الرجلِ الأيمنِ نتيجةَ عرقِ النسا ... لأولِ مرةِ اعرفْ معنى اسمهِ .. كنتَ أظنُ أنها عرقُ النسا منْ النساءِ ... ولكني عرفتْ أنها عرقُ النسا منْ كلمةِ النسيانِ لأنهُ يُنسى الإنسانُ جميعَ الآلامِ التي مرَ بها سابقا منْ قوتهِ وشدةِ ألامهْ . .
شعرتْ بمعنى كلمةِ سعيد صالح في مسرحيةِ العيالِ كبرتْ.. " شوفتْ بعيني محدشْ قالي !! "
كانتْ نصيحةُ الأطباء " النومُ على السريرِ لمدةٍ طويلةٍ ".. خلالها عرفتْ أنَ سقفَ غرفتيْ يحتاج إلى بياضٍ جديدٍ ..وانْ أدويةَ الأعصابِ بها كميةُ منومٍ تكفيكَ لتنامٍ ليومِ القيامةِ ...
يتصلَ الأصدقاءُ بينَ عتابٍ على الاختفاءِ وسؤالٍ عنْ الصحةِ ... اعتذرَ للجميعِ عنْ عدمِ حضورِ الندواتِ واللقاءاتِ فبالكادِ بعدُ شهرينِ أستطيعْ أنْ أتحركَ بالعكازِ . . إلا أنَ عتابَ الأحبةِ كانَ أقوى . .
يتصلَ بي كاتب صحفي بالأمسِ القريبِ مصرًّا على حضورِ ندوةِ الجريدةِ . . اعتذرَ مرةً فتتصلُ بي الأستاذةُ المدير التنفيذي تحرجني بكرمٍ ( أهلِ البحيرة ) فاذهبْ متأخرا بسيارةِ مخصوصِ اتعكزْ علي عكازي بينما اجلسْ في آخرٍ صفِ . .
لأتفاجأْ بأنْ يتركَ الجميعُ المنصةَ ويأتوا إلى آخرٍ صفٍ لكيْ يجلسوا معي في صورةٍ تذكاريةٍ هيَ الأقربَ إلى قلبي طوالَ حياتي .
صورةٌ أقفُ فيها مسجونا ...
مسجونا بينَ اعمدة الحبِ
==========================================
2- أيامُ الحزن
لا بد أنَ الحزنَ قويٌ جدا .. فموقفٌ واحد يعصرنا بينَ أحضانِ الحزنِ أياما .. بينما لا توجدُ سعادةٌ قادرةٌ على الاستمرارِ لساعاتٍ !!!
أيها الحزنُ الغريبُ .. منْ أينَ امتلكتْ تلكَ القدرةِ الرهيبةِ على الاستمراريةِ في نفوسنا ؟!
كما لوْ أننا قدْ عقدنا اتفاقاً معَ الحزنِ ، ووقعنا عقدَ مليكة لهُ بأنْ نبكيَ فورُ أنْ نأتيَ للعالمِ منْ بطون ِ أمهاتنا …
لماذا لا نأتي للحياةِ مثلٍ الحيواناتِ ؟ هلْ رأيتمْ حيوانا يبكي عندما يصلُ إلى العالمِ ؟ ! رأيتُ الحصانُ الرضيعُ يجري فرحا . . والقردُ يحتضنُ أمهُ … بينما يبكي ابنُ الإنسانِ كما لوْ كانَ يعلنُ اتفاقا بالتبعيةِ للحزنِ مكتوبا بدماءِ المشيمةِ !!
عَلِمَتْ اَلْآنِ لِمَاذَا كَانَتْ جَدَّتِي تَدَعُو : اِرْفَعْ عَنَّا اَلْحُزْنُ وَالْهَمُّ وَالْكَآبَةُ وَوَجَعُ اَلْقَلْبِ
أيها الحزنُ العنيدُ ...
ليتكَ تفارقنا
فقدُ تعبنا منكَ
==============
3- المُخرج
اسوء ما في الأيام الصعبة.. انها تُضعف الإيمان... تزداد البوستات التي تتحدث عن ( لا تخف فمن ستر السنة الماضية سيسترها عليك أيضا هذه السنة... الخ).. و انت تنظر حولك.. ترى أن الأمر يزداد سوءً كل يوم .. و الحال يسير إلى الأصعب.
تقع بين براثن المطرقة و السندان... إما أن تعترف أن الأمور أسوء وأانت لا تري مَخرج ( بفتح الميم) و تسقط في الاكتئاب.. .. أو تنكر كليا وجود مُخرج ( بضم الميم) و تقع في الكُفر ...
و كليهما أمر ٌصعب ...
تعترف بينك وبين نفسك .. إن الأمور ليست فقط في صعوبة الحياة وإنما شعورك بالضغط الذي يحطم خلاياك و عظامك ...و أنك تخشى أن تفقد الأمل في المُخرج..
لا تعلم ماذا تصنع سوى أن تركع مصليا إلى المُخرج ( بضم الميم) لعله يترائف.. تخبره عن وجعك.. و تخبره أن الأمر فوق احتمالك..
و تصرخ مع الأعمى
" اللهم أعن ضعف إيماني"..
===============================
4 -نضحـك ليس لأننا فَـرحىَ
و لكـن
لأننا لازلنا صامدين أقوياء حتى الآن
...
نتذكر قول بولس الرسول متحدثا عن نفسه " "كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ."
نتمسك بكل شىء حتى لو كان خشب السفينة المكسوره فى البحر ..نحارب لاننا لن نرضى أن ننكسر..و نصمد..لاننا أبناء الله العلى ..