تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أقام القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم حفل استقبال وعشاء في السفارة على شرف النائب ابراهيم كنعان خلال زيارته لواشنطن، في حضور أركان السفارة وممثلين عن مختلف مكونات الجالية اللبنانية في واشنطن، لاسيما من مسؤولي "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" ومسؤولين في وزارتي الخزانة والخارجية الأميركيتين ومن البنك الدولي وصندوق النقد.
هاشم
بداية رحب هاشم بالحضور، وقال: "لكنعان مسيرة من النجاح السياسي والمهني على مدى سنوات، وقد اجتمع اليوم في سفارة لبنان في واشنطن ممثلون عن غالبية القوى الناشطة في الجالية اللبنانية للقائه، وهو الذي طبع مسيرته السياسية بمساع دائمة لمد جسور التواصل بين الناس والجمع بينهم وايجاد التوافقات بدل الاختلافات والمشكلات". وتوجه الى كنعان بالقول: "نعيش فترة عصيبة في تاريخ بلادنا، والحضور يرغب الاستماع الى مقاربتك وما يمكن القيام به معاً ليكون لوطننا مستقبل أفضل".
كنعان
بدوره شكر كنعان القائم بالأعمال على اللقاء والحضور على مشاركتهم، معتبراً أن "الجلوس معاً والتفكير معاً لمحاولة ردم الهوة هي الخطوة الأولى المطلوبة في مسيرة معالجة الأزمات التي يعاني منها لبنان"، قائلا "أول ما يحتاجه لبنان ليس توحيد سعر الصرف فقط، إنما توحيد الرؤية لانقاذ لبنان"، مشيرا الى أنه لمس خلال لقاءاته مع صندوق النقد والبنك الدولي "حضور لبنان من خلال لبنانيين في مراكز اساسية وهامة"، سائلا: "لماذا لا يكون لنا جميعاً هدف واحد ومهمة واحدة وهي التعلّم من المشكلات والاخفاقات التي مررنا بها في الماضي، ومما طمحنا إليه ولم نحققه، لاسيما على صعيد سياسة مكافحة الفساد وخطوات أخرى، فنحن نعيش أزمة وجودية في لبنان ومعركة عنوانها "نكون أو لا نكون"، فلا أحد سيفوز إذا غرق لبنان".
وشدد على "ضرورة توحيد الرؤى والامكانات لاقناع العالم باستمرار امكانية تغيير الواقع في لبنان والانتقال الى وضع أفضل واستعادة لبنان الى الحوكمة السليمة والمعايير الدولية المعتمدة"، معتبراً أنه "علينا أن نبرهن للعالم بأننا قادرون على تحقيق ذلك، وهو ما لا يمكن اتمامه إذا لم نتحاور مع بعضنا ونلتقي على ما هو مشترك، بدل أن يتمسّك كل طرف بأجندته الخاصة".
وتطرّق كنعان الى النقاشات الدائرة حول المشكلات المالية والتفاوض المستمر مع صندوق النقد الدولي ومحاولات الوصول الى خارطة طريق للخروج من النفق، وقال: "لنطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: من يريد رؤية 93 مليار دولار من الودائع من دون معالجة ومن يمكنه تحمّل هذه الفرضية؟ وهل يمكن الاستمرار من دون اصلاحات ومحاسبة؟ وهل يمكن تحقيق أي نهوض اقتصادي يعيد الروح الى المجتمع اللبناني المتهاوي من دون استعادة الثقة بالدولة والمؤسسات العامة والقطاع الخاص؟ واذا كانت الاجابة "لا"، فيجب الاتفاق على رؤية واحدة لاقناع حلفائنا ومن نعمل معهم على قدرتنا على ايجاد وسيلة للحل، فلا يمكن لأي اقتصاد أن يتعافى وينمو ويستمر من دون ثقة اللبنانيين بدولتهم وبالقطاع الخاص والمصرفي بعد اعادة هيكلته، ومن دون المجتمع الدولي والعلاقة الواضحة بين لبنان والعالم، التي تهيء لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بنا".
اضاف: "إنها عملية متوازنة يجب ارساؤها من خلال رؤية واضحة وخريطة طريق مُناقشة ومكتوبة وواضحة، فلعبة القاء المسؤوليات لا يمكن أن تنقذنا"، واعتبر أن "لدى اللبنانيين في واشنطن ومراكز القرار مهمة توحيد موقفهم ورؤيتهم للتمتع بالقدرة على التأثير حيث هم"، وقال: "هكذا يمكن أن ننجح. فإذا كانت للحكومة مقاربتها، وللمجلس النيابي مقاربته المختلفة، ولصندوق النقد أيضاً مقاربة، فستنظر الينا المؤسسات المالية الدولية عندها، كمنقسمين على كيفية الحل ولن يستمعوا عندها إلينا أو يتجاوبوا معنا. فالمصداقية تبدأ بتوحيد الرؤية"، وسأل: "هل يمكن الاستمرار في لبنان من دون اصلاحات، وهل علينا انتظار شطبنا حتى نطبّق الاصلاحات؟ والمسألة هنا لا تتعلّق فقط باقرار الاصلاحات بل بتطبيقها، لاسيما أن عشرات القوانين أقرّت سابقاً من قبل المجلس النيابي لكنها بقيت من دون تطبيق".
وتابع: "منذ تسلّمي لجنة المال والموازنة في العام 2009، حاولنا القيام بعمل بناء ومتواصل لكشف مكامن الخلل وطرح امكانات إعادة إصلاح الواقع والإدارة والمالية العامة، ووضع اليد على اخفاقات السلطة التنفيذية والتشريعية، وقد اكتشفنا العديد من التجاوزات والفجوات الكبيرة، وقدّمنا عشرات التوصيات، وحاولنا تغيير المسار من خلال ارساء ثقافة المحاسبة، لكن مصالح البعض كانت أهم من مصلحة الوطن، حتى وصلنا الى الانهيار". وشدد على "ضرورة الانتقال من مجرّد التصويت على القوانين الى مرحلة تطبيقها فمهمة القوانين لا تقتصر على اقرارها ونشرها في الجريدة الرسمية بل في احترامها". وسأل: "هل يمكن الاستمرار بالطريقة التقليدية في الحكم؟ فالانتخابات الرئاسية التي يجب أن تجرى لا تحلّ وحدها المشكلة. فانتخاب رئيس قد يفتح الباب على فرصة جديدة، ولكن في غياب القناعة بخريطة طريق ورزمة حلول، تبدأ بحكومة قادرة وموحدة الرؤية في مقاربة الاصلاحات وكيفية التعامل مع برنامج صندوق النقد والموازنات وإعادة هيكلة الدين العام والمصارف والقطاع العام وعجز الكهرباء، فلن نصل الى التغيير المنشود، وسنكون مجدداً أمام الفوضى نفسها بعد مئة يوم من انتخاب الرئيس الجديد".
واذ أكد كنعان الحاجة الى انتخاب رئيس، شدد على "ضرورة أن يترافق ذلك مع خريطة طريق مدعومة محلياً ودولياً، وهذا ما يمكن أن يعيد الصدقية والحضور الجدّي على الساحتين الداخلية والدولية". وقال: "لنفكّر في ذلك، ولنعمل على استعادة الأمل. فمن خلال اجتماعاتي في واشنطن ولبنان، أشعر كما لو أن بعضنا يفقد الأمل، ويفقد العالم اهتمامه بنا. لذلك، علينا استعادة ثقتنا بأنفسنا أولاً وبما ننوي القيام به وبقدرتنا على التقدّم من جديد، وبالبدء بوضع هذه الأولويات قبل أي مصالح خاصة أو حزبية، وهذا ممكن وممكن جداً. فقد شعرت خلال زيارتي التي سأتابعها في الأيام المقبلة مع دوائر القرار في العاصمة الأميركية أن لبنان لا يزال محط أنظار واهتمام، وبالتالي فالواجب عدم خسارة هذه اللحظة المؤاتية".
واردف: "في الموضوع الداخلي مثلاً، وداخل البيت الواحد، عملنا سابقاً بجهد لرم الهوة بين مكونات المجتمع اللبناني السياسي. وقد كانت لي تجربة "المصالحة المسيحية" في العام 2015 بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وقد نكون أخطأنا في التطبيق بعد أعجوبة الاتفاق التي حصلت، ولم نحسن البناء عليها للانتقال الى وضع أفضل ومستدام. ولكن، ومع هذا كلّه، ففقدان الأمل ومجرّد طي الصفحة من دون البحث عن الاخطاء التي ارتكبناها ومعالجتها، هو خطأ أكبر. فلا يمكن التضحية بما هو جيّد لمصلحة الأسوأ التي تجسّده الشرذمة التي نتيجتها فقدان الوزن والتوازن على الصعيدين المسيحي والوطني. لذلك، علينا تغيير مسار التطبيق لا الهدف، والاستمرار في تحقيق تفاهم أفضل يؤسس لشراكة وطنية فاعلة وحقيقية تمكننا من اطلاق عملية انقاذ وطننا".