تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- ترجمة وإعداد " اكرم كمال سريوي ":
الساعة 9.07 بتوقيت موسكو، ومن قاعدة "بايكانور" ، انطلقت لأول مرة في التاريخ، رحلة مأهولة إلى الفضاء الخارجي، وبعد 11 دقيقة وصلت المركبة "فاستوك" «восток» إلى المدار المحيط بالأرض.
من الناحية العملية، كانت الرادارات الأمريكية، قد التقطت بشكل فوري، الموجات الراديوية، التي أرسلتها المركبة السوفياتية.
رأى العالم كله صور يوري غاغارين وهو يبتسم، قبل انطلاق رحلته إلى الفضاء، وفي الحقيقة أن تلك الصور والمشاهد، أُخذت وتم التقاطها وتوزيعها بعد عودته سالماً إلى الأرض.
كانت القيادات السوفياتية تسعى لكسب السباق إلى الفضاء بأي ثمن، وعلى مدى أشهر كان الطيار السوفياتي الشاب يوري غاغارين يتدرّب ويستعدُّ إلى رحلة في المجهول، حتى أن بعض منظومات وتجهيزات المركبة، التي لا يمكن اليوم الطيران بدونها الى الفضاء، لم يكن قد اكتمل تصنيعها بعد، كنظام "طوارئ الإنقاذ عند الإقلاع" مثلاً .
في الموعد المحدّد، صعد غاغارين إلى المركبة، والبعض ودّعه الوداع الأخير، فالمُخاطرة كانت كبيرة جداً، وقلّة فقط كانت تثق بنجاح التجربة، وقال يومها غاغارين كلمته الشهيرة: لننطلق "поехали».
أما الصحافة فجهّزت ثلاث مقالات، بثلاث سيناريوهات، تتحدث فيها عن؛ إمّا مقتل غاغارين، أو حدوث شيء طارئ، وواحدة فقط تتحدث عن نجاحه. وفور انطلاق الرحلة، وزّعت وكالة تاس الخبر، الذي انتشر بسرعة البرق في كل أرجاء العالم.
كانت المركبة تعمل بشكل كامل بنظام القيادة الأوتوماتيكي، لكن غاغارين كان يستطيع تولّي القيادة بنفسه في أي لحظة، بعد فتح ظرف صغير، وإدخال الرقم السري الموجود فيه إلى جهاز المركبة.
اعتقد علماء النفس أن هذه العقدة ستؤخّر غاغارين قليلاً، وتمنحه وقتاً ليُفكّر قبل أن يتصرف بتهوّر، لكن مصممي المركبة، لشدّة ثقتهم بغاغارين، كانوا قد همسوا له وأخبروه ب "الكود" قبل انطلاقه.
حلّق غاغارين فوق الاتحاد السوفياتي، وجنوب أمريكا، والمحيط الأطلسي، وأفريقيا، لمدة 108 دقائق، وكانت الأجهزة تُسجّل لحظة بلحظة حالة الطيار، فهذا كان مهماً جداً للدراسات العلمية لاحقاً.
كان إتمام عملية الهبوط مهمة صعبة للغاية، إن بالنسبة للمركبة والناحية الميكانيكية، أم بالنسبة للشخص بداخلها.
عندما دخلت المركبة في طبقة الجو الكثيفة، رأى غاغارين أن هيكل المركبة يحترق، فصرخ: «أنا أحترق! وداعاً يا رفاق!»
لكن في الحقيقة لم يكن ذلك حريقاً، بل نِتاجاً طبيعياً لاحتكاك جسم المركب مع الغلاف الجوي، لكن ذاك المشهد يومها لم يكن متوقعاً بالنسبة للطيار.
خلال الرحلة كابَدَ غاغارين عشرات المصاعب، وكاد أن يختنق، بسبب اعتلاق صمام بدلة الطيران.
هبط غاغارين في مقاطعة ساراتف، قرب قرية سملوفكا، وهي غير المنطقة التي كان مخططاً لها للهبوط.
سكان القرية صُدِموا بالمشهد، فبعضهم اعتقد أنه زائر فضائي، أو جاسوس، والبعض خاف وحاول الهرب. وبينما كانت جدّة تعدو مع حفيدتها، نادى غاغارين عليهم: يا أمّاه "مامتشكا" أنا منكم.
فقط بعد نصف ساعة، وصلت إلى أول رجل فضاء في العالم، مجموعة من المزارعين المُتحمّسين، في حين تأخّر وصول السلطات الروسية المعنية لعدّة ساعات.
دشّن غاغارين ذاك اليوم رحلة الإنسان إلى الفضاء، ومرحلة جديدة في تاريخ اكتشاف ما يُحيط بنا في هذا العالم، الذي ما زال غامضاً، ويحتوي على كثير من الأسرار.
من أسرة الثائر، تحية تقدير وإجلال إلى روح المغامر المستكشف البطل يوري غاغارين، وإلى كل رواد الفضاء في العالم، كل عام وأنتم بخير.
ستستمر رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة، ومحاولة اكتشاف المجهول.
#الطريق شاق وطويل!!!
شاهدوا الفيديو