تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
البابا يُصلي للبنانَ في الفصحِ حسبَ التقويمِ الغربيِّ، والكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يدعو الى خلوةٍ روحيةٍ في اسبوعِ الالامِ للنوابِ المسيحيينَ... لكنَّ ايَّاً من المرجعيتينِ، إن في روما او في بكركي،
لم تنتبه الى إننا نتعايشُ مع عقولٍ يابسةٍ وقلوبٍ متحجِّرةٍ لم تعدْ تنفعُ معها لا الصلاةُ ولا الايمانُ ولا القرابينُ.
هو نفسهُ الدورانُ في حلقةٍ مفرغةٍ... بلدٌ فالتٌ من دونِ رأسٍ،
فيما الثعابينُ والثعالبُ والتماسيحُ تسرحُ وتمرحُ من دونِ محاسبةٍ ولا مساءلةٍ.. وشؤونُ الناسِ ضائعةٌ.
حتى الساعةَ، ليسَ معروفاً إذا كانتْ هناكَ جلسةٌ لحكومةِ تصريفِ الاعمالِ هذا الاسبوعِ لبتِّ تصحيحِ رواتبِ القطاعِ العامِ حيثُ ان اللجنةَ الوزاريةَ لم ترسُ بشكلٍ حاسمٍ على ارقامٍ واضحةٍ لا تُوصلُ الى تضخمٍ ولا تُفاقِمُ الازمةَ.
ولنفترضْ تمتْ الزيادةُ على الرواتبِ، فأيًّ تضخُّمٍ سيتحمَّلهُ كلُّ الناسِ وليسَ فقط القطاعُ العامُ...
ومن الاكيدِ، ان الدولارَ بنزلاتهِ الغريبةِ، سيعودُ ويرتفعُ من جديدٍ لا سيما وان كلَّ ما يحيطُ بالمسألةِ النقديةِ لا يبشِّرُ بالخيرِ...
وقد جاءتْ التسريباتُ والاخبارُ حولَ القطاعِ من باريس لتزيدَ الامورَ سوءاً ولتفاقمَ المخاطرَ والهواجسَ حولَ المستقبلِ،
خصوصاً وان بعضَ الناشطينَ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ صاروا يعرفونَ بالقضاءِ الفرنسيِّ اكثرَ مِما يعرفُ القضاءُ نفسهُ...
***
وهنا لا بدَّ من طرحِ سؤالٍ كبيرٍ لماذا يغيبُ السياسيونَ الذينَ عاثوا في البلادِ فساداً وهدراً وسرقاتٍ عن المحاسبةِ والمُساءلةِ،
وصارتْ القضيةُ محصورةً بالمصارفِ والمصرفيينَ؟
وهلْ كانَ هدفُ الثورةِ وابنائها اسقاطُ قطاعاتٍ محدَّدةٍ لحرفِ الانظارِ،
عن ارتكاباتِ منظومةٍ سرقتْ البلادَ والعبادَ واقرَّتْ موازناتٍ وصادقتْ على مشاريعَ وصفقاتٍ وسلسلةِ رتبٍ ورواتب وسلفاتِ خزينةٍ وأثْرتْ على حسابِ الناسِ وارزاقهمْ.
اليومَ نشهدُ ملاحقاتٍ لمصارفَ ومصرفيينَ،
ولكنْ ماذا عن بعضِ كبارِ السياسيينَ وابنائهمْ وعائلاتهمْ واحفادهمْ وهمْ المسؤولونَ بالدرجةِ الاولى عن إنهيارِ البلادِ،منذُ اربعينَ عاماً...
أولمْ تقمْ المصارفُ بإدانةِ المصرفِ المركزيِّ الذي بدورهِ اقرضَ حكوماتٍ لم تعرفْ كيفَ تديرُ الاموالَ العامةَ، لا بلْ ساهمَ وزراؤها على مدى سنينَ بارتكاباتٍ على مدِّ عينك والنظر ولم يُحاسبهمْ احدٌ...
ما نعيشهُ قد يكونُ من اخطرِ ايامِ لبنانَ الحديث في جمهوريةٍ تنازعُ من دونِ رأسٍ وبعملةٍ بالارضِ وبحدودٍ فالتةٍ وسائبةٍ للصواريخِ والتهريبِ وبقطاعاتٍ منهارةٍ...
الانكى ان ثمَّةَ مَنْ يخبرنا عن تحالفاتٍ وعن تحضيراتٍ للانتخاباتِ البلديةِ بعدَ اقلَّ من شهرٍ...
كيفَ، ونصفُ الجمهوريةِ مضربٌ ومعتصمُ والاداراتُ خاليةٌ من الحبرِ والاقلامِ والقرطاسيةِ والاوراقِ لاصدارِ اخراجاتِ القيدِ...
***
عن أيِّ انتخاباتٍ بلديةٍ نتحدَّثُ في جمهوريةٍ تحوَّلتْ الى حاراتٍ داخلَ حاراتٍ داخلَ حاراتٍ.
نعيشُ في عبثيةِ الدورانِ في الحلقاتِ المفرغةِ حتى اشعارٍ آخرَ...!