تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بقلم عدنان القاقون - الكويت
تجاوزت دول الخليج كما دول العالم مرحلة تحميل منظومة السلطة الحاكمة في لبنان مسؤولية الانهيار الحاصل في بلاد الأرز، ويبدو جلياً أن التركيز الآن وربما الرهان على خروج المجاميع الشعبية من دائرة الخنوع إلى ميادين الرفض بكل أشكاله .
وفي هذا الإطار، ترسم أوساط مطّلعة على دقائق الوضع اللبناني صورة قاتمة، طالما بقيت سلطة الموت تمسك بقبضتها الطائفية على مقدرات ما تبقى من بلد.. والسؤال الكبير هنا: ماذا تبقى لهذا الشعب كي يخسره ؟!
لبنان بلد صغير، اقتصاد محدود نسبيا، ويملك كنزاً اغترابياً فعّالاً، ولن تكن معضلة إطلاق حملة إنقاذية وتسديد ثلاثة مليارات لصندوق النقد الدولي والمساعدة، في إعداد منهجية إنقاذية، إنما الأزمة الحقيقية هي في تلك المنظومة المتكاملة، وقد أجادت على مدى عقود، عملية توزيع الأدوار لإبقاء الشعب في دهاليز الكذبة الكبرى "الطائفة في خطر"؟!
استطاعت المنظومة الحاكمة في لبنان أن تستغل الاغتراب اللبناني وهجرة الشباب، في إطالة عمرها، رغم الفجوة العميقة بينها وبين الشعب. لم يتخلَّ الاغتراب عن أهله ومُحبّيه، فكان جسر الدعم المالي الدائم، وهذا ما أدّى إلى إطالة عمر المنظومة، وتأجيل الانفجار الشعبي.
وفقاً للأوساط المطّلعة فإن لبنان خارج حسبة الاتفاق السعودي الايراني، وبمعنى أدقّ لن يكون عاملاً مساعداً لإنقاذ المنظومة، وثمة موقف سعودي راسخ: لا لأي عملية ترقيعية، على حساب الشعب. فانتخاب رئيس للجمهورية لن يحل المشكلة، وماذا عن رئيس الحكومة ؟ وهل سنمضى أشهراً أيضاً في عملية التّشكيل الوزاري؟
ثم وثم إن رئيسي الجمهورية والحكومة القادمين، هل سيكونان تحت رحمة البرلمان، الذي يملأ معظم مقاعده نواب دويلات الطوائف بأعلام؟ فهذا البرلمان فشل أو أفشل كل محاولة لتبني مطالب البنك الدولي، فعلى أي أساس يكون الدعم ؟
وليس سراً أن جولة السفير السعودي وليد البخاري الأخيرة، على بعض المسؤولين، تمحورت حول البحث عن شخصيات غير ملوثة بفساد المنظومة، ويملكون أجندة إنقاذ متكاملة، فزمن المعالجة "بالقطعة" قد ولّى إلى غير رجعة، والذين يراهنون على التقارب السعودي الإيراني عليهم أن يدركوا أن الاتفاق، سينعكس إيجاباً في دولتين هما البحرين واليمن فقط.
ولا تخفُي الأوساط نفسها القلق البالغ من المستقبل، فممارسات المنظومة فكّكت أي قاع لانهيار الليرة، ودفعت بلبنان نحو فوضى غير مسبوقة، وعدم الإسراع في حماية مؤسسات الدولة، يعني أن أدوات العلاج تنهار، وبالتالي نحن أمام الانهيار التام .!
الرهان كل الرهان الآن على تماسك المؤسسة العسكرية، وقد حافظ قائد الجيش جوزف عون بحكمته وصرامته على آخر المؤسسات المحترمة في هذا البلد، وهو ما يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى تفهّم الشعب ودعم الدول المحبة لوطن الأرز.