تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ارتفع سعر صرف الدولار في السوق الموازية فوق الـ100 ألف ليرة أمس، وبلغ مساءً 102000 ليرة، وبذلك تبلغ نسبة الصعود منذ بداية العام نحو 142% بعدما كان بلغ 42 ألفاً مطلع كانون الثاني الماضي. هذه النسبة المرتفعة في أشهر قليلة تشي بأن الصعود في الأشهر المقبلة سيكون قياسياً أيضاً، خصوصاً اذا تأكد ان هناك تعثراً حقيقياً في التوصل الى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي. وقال مصدر وزاري معني لـ"نداء الوطن" ان سعر الدولار "سيصعد الى 200 ألف ليرة بسهولة اذا فشل الاتفاق مع الصندوق".
وأضاف المصدر بكثير من الحسرة والإحباط: "هناك حالة انكار مستمرة! فبعد المبالغة في توقع إيرادات النفط والغاز على وقع اتفاق الترسيم البحري مع اسرائيل، هناك الآن مبالغات خاصة بما سيعود على لبنان من نفع كبير من الاتفاق بين السعودية وايران". وأكد المصدر الوزاري ان "نقاشاته الحكومية والبرلمانية محبطة، لأن الاتفاق مع الصندوق لا يرضي أحداً تقريباً، والأنكى ان لا بديل مقنعاً لدى هؤلاء، ومعظم المعنيين ينتقدون الصندوق أو يبيعون المودعين أوهاماً".
وعن الإنهيار الإضافي في سعر صرف العملة الوطنية، أكدت مصادر السوق أن "إنهيار الليرة وطبع العملة من دون أي ضوابط سيدخل لبنان في حلقة التضخّم المفرط hyperinflation الذي بدأت تخرج منه فنزويلا، في حين أن أهل المنظومة الحاكمة يعمّقون هوّة البلاد في آتونها مع تغييب متعمد للحلول هروباً من الإصلاح الموجع".
وأضافت: "بات واضحاً أن فرملة تسارع وتيرة الإنهيار الإقتصادي لم تعد ممكنة"، وفي السياق اعتبر الباحث في الشؤون المالية والاقتصادية البروفسور مارون خاطر خلال حديثه الى "نداء الوطن" ان الإرتفاع المستمرّ في سعر صرف الدولار وتخطيه عتبة الـ100 ألف ليرة "ليس بالأمر المُستغرب، فهو نتيجة عدم حصول أي تغيير في المشهد السياسي والإقتصادي".
وأشار الى أنَّه "مع مرور الوقت والحاجة الى العملة الخضراء وزيادة وتيرة التهريب وتدخل المصرف المركزي في السوق شارياً للدولار، تتفاقم الأزمة"، مشدِّداً على أنَّ "ارتفاع الدولار بهوامش أكبر هو إنعكاس لهذا التفاقم الخطر".
وقال إن "البنك المركزي لم يعد لديه إمكانية التدخل في سوق القطع لأسباب لوجيستية واقتصادية، حتى أن "صيرفة" (التي ارتفعت أمس الى 78 ألف ليرة)، باتت غير فعّالة نتيجة إنخفاض مرونة السوق". فتدخُّل مصرف لبنان بات إذاً حلاً غير ناجع ومرة بعد مرة لم تعد "صيرفة" مع زيادة سعرها تعطي أي نتيجة، وكأنها لم تكن. وعن تأثير إضراب المصارف على تسريع زيادة سعر صرف الدولار قال خاطر: "للإضراب تداعيات غير مباشرة على سعر الدولار لأن المصارف في حالة تصريف الأعمال هي الأخرى".
وأدّى تخطّي سعر صرف الدولار الـ100 ألف ليرة الى التعليق عليه من إقتصاديين وسياسيين وعبر وسائل التواصل الإجتماعي. وفي السياق غرّد، على سبيل المثال، النائب غسان سكاف: "إنه يوم أسود في تاريخ لبنان، حيث أصبحت أكبر عملة لبنانية (100 ألف ليرة) توازي أصغر عملة ورقية اميركية (دولار واحد)". وأضاف: "بعد أن كنا نستقطب الاستثمارات والسياح، نستقطب اليوم المروجين ومبيضي الأموال ولا نلمس أي نية لوقف الانهيار".
المركزية -