تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
ضيف الله اسعد الاخرس.
بعد مرور عامٍ على الصراع الروسي الأوكراني، اختلفت الملامح السياسية الدولية، وبشكل تدريجي ظهرت التباينات في المواقف السياسية، حول الصراع الدائر في أوكرانيا.
من المشاهد المتأزمة التي افتعلتها بعض الدول المؤثّرة على المشهد الدولي، اتخاذها خطوات استباقية لتّلويح بأفاق التعاون المشترك، القائم على الأُسس و الركائز السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية، ومن الوقائع الملموسة حول الانقسامات والانشقاق بين المعسكرين الشرقي والغربي: سعي روسيا لتحقيق أهدافها وغايتها الأساسية وهي:
أولاً إنهاء الحرب الباردة وإلغاء نتائجها، واستعادة مكانتها ودورها في العالم.
ثانياً إنهاء سياسة القطب الواحد، وفي هذا السياق عملت على فرض حضورها عبر رسم خارطة طريق لمواجهة المنافسين الغربيين، في كل من أسيا الوسطى وإفريقيا وأمريكيا اللاتينية والدول العربية.
بينما تبادر مجموعة الدول السبع مع الاتحاد الأوروبي، لكبح النشاط العسكري الروسي والعمل على تعطيل إدارة مواردها الاقتصادية، بفرض عقوبات وحظر الواردات الروسية إلى الأسواق الدولية. غير أن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، فبدأت أمريكيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وإسبانيا، تعاني من أزمات متراكمة ومعقّدة، يصعب معالجتها في المدى المتوسط.
من أشكال الازمات المتفاقمة التي توضع على طاولة صنّاع القرارات السياسية بأوروبا وأمريكا، مسألة التضخم الذي لم يجدوا له علاج حتى هذه اللحظة، وأزمة الأمن الغذائي التي تم تداولها في العديد من المناسبات، كقمة دافوس، وقمة العشرين بالهند؛ وكذلك أزمة الطاقة الأخذة بالتصاعد أمام حكومات الدول الغربية، فضلاً عن ذلك أزمة كوفيد- 19، التي ضربت جميع مقومات الاقتصاد العالمي.
بدأت الدول النامية والناشئة العمل على تحقيق تطلعاتها في إيجاد سبيل للخروج من عنق الزجاجة، حيث عانت من مشاكل عديدة تدور حول أزمة الديون والفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي و سوء إدارة الموارد الاقتصادية واضطرابات سياسية، مع الأخذ بالحسبان دور الإغراءات والإملاءات المقدمة من حكومات الدول الأوروبية وأمريكا لبقائها خاضعة لسياساتهم غير العادلة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إلى تحقيق إنجازات في قضايا سياسية واقتصادية وأمنية ملموسة، على الصعيدين الداخلي والخارجي، إلا أنه فشل في رسم أوجه العلاقات السياسة الخارجية، وخاصة مع الدول التي تعاني من عقوبات أمريكية كبعض دول الاتحاد الأفريقي والشرق الأوسط، وكذلك الأمر مع الصين، التي تشهد بنوعية الحدة، في عدم تقديم تسهيلات تجارية متعلقة بصناعة الرقائق الالكترونية، وارتفاع الضرائب الأمريكية المفروضة على البضائع المستوردة من الصين.
من الواضح أن الأجواء الاقتصادية حول العالم، تعاني بشدّة من الأزمات في سلاسل التوريد، وارتفاع أسعار المواد السلعية، والنفطية، وباقي القطاعات الخدماتية، وذلك ناتج عن عرقلة ومحاولات منع وصول المنافسين والمستثمرين من روسيا والصين إلى أغلب الأسواق العالمية واستحواذهم عليها، ولإفشال محاولاتهم كسر الهيمنة الغربية على الثروات العالمية في أفريقيا والشرق الأوسط.