تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حتى اشعارٍ آخرَ المسارُ مقفلٌ امامَ الرئاسةِ الاولى، وعندما يُعلنُ رئيسُ مجلسِ النوابِ،
أن لا مرشحَ إلاَّ سليمان فرنجيه لدى الثنائيِّ،
وعندما يقولُ سمير جعجع انهُ سيعطِّلُ مع مجموعاتٍ نيابيةٍ نصابَ أيِّ رئيسٍ قريبٍ من الثنائيِّ، فهذا يعني ان المسارَ بعيدٌ.
ولأنَ المسارَ بعيدٌ،
تدارُ البلادُ وبخفَّةٍ من قبلِ أمَّا مجموعةِ هواةٍ او مجموعةِ مضاربينَ،
وما بينهما يتحرَّكُ حاكمُ المركزيِّ المطوَّقِ قضائياً بمزيدٍ من المفاجآتِ والخزعبلاتِ التي تزيدُ البلبلةَ في السوقِ النقديةِ، وآخرها تعاميمُ الليلِ لرفعِ صيرفةٍ الى السبعينَ الفاً وتداعياتِ ذلكَ على الاسعارِ والرسومِ،
وبالتوازي تبدو الدولةُ إما الى خيارِ طبعِ مزيدٍ من الليراتِ، ما يعني المزيدَ من التضخُّمِ،
وإما إلى فرضِ المزيدِ من الرسومِ والضرائبِ.
ها هي ايضاً مفاجأةُ الدولار الجمركيِّ الجديدِ الذي، وكلما ارتفعَ الدولارُ سيزدادُ، بحيثُ أنه لنْ يكونَ هناكَ معاييرُ للاستيرادِ ولا للتسعيرِ،
وستغرقُ البلادُ في عزلةٍ اكثرَ من العزلةِ التي هي فيها، وستخالفُ مزيداً من القوانينِ والاتفاقاتِ الموقَّعةِ ولا سيما مع الاتحادِ الاوروبيِّ لناحيةِ إزالةِ الرسومِ الجمركيةِ في التعاملاتِ مع دولِ الاتحادِ...
لعلَّ السببَ الوحيدَ في تسريعِ فرضِ الرسومِ الجديدةِ، حاجةُ الدولةِ الى الاموالِ لدفعِ رواتبِ موظفي القطاعِ العامِ.
والمعلوماتُ تقولُ ان آلافَ ملياراتِ الليرةِ كانتْ تُستوفى شهرياً من كلِّ من الدوائرِ العقاريةِ ومصالحِ تسجيلِ السياراتِ، وهي الانَ بحكمِ المتوقفةِ عن العملِ نتيجةَ الملاحقاتِ القانونيةِ والتوقيفاتِ،ونتيجةَ تراجعِ حركاتِ السياراتِ والعقاراتِ.
***
عملياً،
وحدهُ المواطنُ عليهِ ان يدفعَ كلَّ الاثمانِ ويتحمَّلَ كلَّ الاعباءِ في دولةٍ لا تقدِّمُ له شيئاً.
لا الدواءُ ولا الطرقاتُ ولا الخبزُ ولا الاستشفاءُ ولا التعليمُ ولا المحروقاتُ ولا الكهرباء..
وها هو مشهدُ وكلماتُ ابن جرجوع موسى الشامي الذي انتحرَ نظراً لضيقِ الحالةِ الاقتصاديةِ، والفقرِ اكبرُ اشارةٍ باتجاهِ هؤلاءِ المجرمينَ الذينَ دفعوا بشابٍ وغيرهِ للانتحارِ يأساً،
وهمْ يعجزونَ عن تأمينِ الحدِّ الادنى من متطلبَّاتِ العيشِ.
كم موسى سينتحرُ حتى تستيقظَ ضمائرُ هؤلاءِ المجرمينَ الذينَ يحكموننا، وعصاباتِ المضاربينَ الذين يسيطرونَ على الدولارِ،
ويهرِّبونهُ الى الخارجِ، فيما أيُّ دولارٍ لا يأتي من الخارجِ.
***
على أيِّ حالٍ سيشتدُ الخناقُ اقتصادياً، وسيزدادُ الانكماشُ مع مجموعةٍ من الاجراءاتِ المتَّخذةِ،
وآخرها رفعُ الدولارِ الجمركيِّ، وستتقلصُ اكثرَ فأكثرَ فرصُ العملِ والاستثماراتِ وستُفلسَ مؤسساتٌ وشركاتٌ...
فيما يسألُ الناسُ من أينَ يأتي بعضُ الناسِ بالاموالِ لنراهمْ على مراكزِ التزلجِ وفي المطاعمِ وفي النوادي الليليةِ، او ينشرونَ صورهمْ في الخارجِ في اكبر المنتجعاتِ او اكبرِ مراكزِ التسوُّقِ....
ربما البلادُ لم تعدْ تستوعبُ انواعَ الجنونِ...
إن من الحكَّامِ الحاكمينَ او من المحكومينَ...!