تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فوضى التسعيرِ في صيرفةٍ والتمييزُ بينَ المواطنينَ والموظفينَ عبرَ منصَّةٍ عجائبيةٍ غيرِ قانونيةٍ وغيرِ شرعيةٍ،
تُشبهُ فوضى الاسعارِ والتفلُّتِ في المحالِ التجاريةِ والسوبرماركت ومحطاتِ البنزين والادويةِ والمولِّداتِ والمطاعمِ من دونِ رقابةٍ ولا محاسبةٍ ولا مساءلةٍ.
ومهما صدرتْ تعاميمُ فهي بدورها غيرُ قانونيةٍ وتُسهمُ اكثرَ فاكثرَ في الفوضى التي تسري في كلِّ زاويةٍ في البلادِ.
**
لماذا اجتماعُ باريس؟
وهلْ من الضرورةِ انتخابُ رئيسٍ على جمهوريةٍ لم يبقَ فيها شيءٌ، ونعيشُ على فتاتِ المساعداتِ وعلى نفقةِ الدولِ والمؤسساتِ الخيريةِ حتى اشعارٍ آخرَ.
سيصدرُ بيانٌ يومَ الاثنينِ عن لقاءِ باريس والذي سيكونُ نداءً صارخاً لانتخابِ رئيسٍ،
ودعوةً لتنفيذِ إصلاحاتٍ هي بمثابةِ دفترِ شروطٍ،
(هي مطلوبةٌ وضروريةٌ وطبيعيةٌ اساساً)،
لكنها في الزمنِ اللبنانيِّ الممنوعِ، والعبثيةِ اللبنانيةِ والتناقضاتِ الفاضحةِ في البلادِ ستكونُ بمثابةِ المستحيلةِ،
إلاَّ إذا تواضعَ الجميعُ وتواضعَ اكثرُ من يملكُ قراراتِ الحربِ والسلمِ ليلتزمَ بقرارِ المجموعةِ الدوليةِ تحييدَ لبنانَ عن صراعاتِ المنطقةِ.
***
وهذا لبُّ المشكلةِ ... هلْ هناكَ قرارٌ داخليٌّ اليومَ ومن الجميعِ بتحييدِ لبنانَ عن صراعاتِ المنطقةِ؟
وهلْ هذا في صلبِ مبادرةِ وليد جنبلاط بالخروجِ تدريجياً من ترشيحِ ميشال معوض للدخولِ شيئاً فشيئاً بخيارٍ وسطيٍّ يرضي الجميعَ ويلاقي الارادةَ الدوليةَ لرئيسٍ توافقيٍّ...
وهنا قد تكونُ زيارةُ السفير السعوديِّ الى اليرزة للقاءِ العماد جوزف عون قبلَ لقاءِ باريس...
فكيفَ سيردُّ الثنائيُّ على البيانِ الذي من الاكيدِ انهُ سيُحرجُ الثنائيَّ بلفتةٍ،
وكيفَ سيتعاملُ التيارُ الوطنيُّ الحرُّ مع ايِّ خيارٍ دوليٍّ قد يكونُ مُوحَّداً، ولكنهُ لا يناسبُ بعضَ المعاييرِ التي يتحدَّثُ عنها باسيل رئاسياً،
ولعلَّ ما يزيدُ في تعقيدِ الامورِ الكلامُ الذي اطلقهُ رئيسُ حزبِ الكتائب سامي الجميل من أن النيَّةَ في تعطيلِ الانتخاباتِ اي النصابِ في حالِ كانَ هناكَ نيَّةٌ لإيصالِ رئيسِ جمهوريةٍ يُغطي سلاحَ حزبِ الله.
بينَ الفوضى اللبنانيةِ والحركةِ الدوليةِ سباقٌ قد لا يُنتجُ رئيساً بالضرورةِ،
لكنهُ يحرِّكُ شيئاً في الافقِ المسدودِ،
غيرَ أنهُ بالطبعِ لا يتعاملُ مع شؤونِ الناسِ اليوميةِ والتي صارتْ كارثيةً..
ويزيدُ في الطينِ بلَّةً بعدَ إنهيارِ العامِ الدراسيِّ الرسميِّ،
إنهيارُ القطاعِ الصحيِّ وإنسدادُ مصادرِ التمويلِ لآلافِ المرضى لعملياتهمْ الجراحيةِ او لادويتهمْ من سرطانٍ وقلبٍ وغيرها وصولاً الى مرضى غسيلِ الكلى.
إنهياراتٌ متتاليةٌ تدفعُ الناسَ الى الكفرِ بكلِّ شيءٍ.
ولم يعدْ يهمُّها اجتماعٌ من هنا او اعتصامٌ من هناك، او شعبويةٌ من هناك.
يُريدونَ الرغيفَ ليسَ اكثرَ!