تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا يتعبُ الجميعُ في لبنانَ من الجدلِ ومن السِّجالاتِ ومن تصفياتِ الحساباتِ والنكاياتِ والاحقادِ، وصولاً الى المحاصصاتِ...
آخرُ فصولِ الجدلِ هو ما يجري على صعيدِ القضاءِ والقضاةِ الذينَ انضمَ البعضُ منهمْ،
الى المنظومةِ فصاروا اسرى لها، حتى لا نقولَ رهائنَ، ودخلوا في لعبةِ "قطعلي لــ قطعلك"،
وما جرى ويجري في قضيةِ إنفجارِ المرفأِ اكبرُ دليلٍ وها هي الحقيقةُ مرَّةً اخرى ستضيعُ في وحولِ الجدلِ البيزنطيِّ،
وانواعِ الملائكةِ، ولنْ نصلَ الى نتائجَ تماماً كالجرائمِ الاخرى، وتماماً كالتدقيقِ الجنائيِّ الذي ضاعَ، تماماً ككلِّ الجرائمِ الماليةِ وجرائمِ الفسادِ.
***
كلُّ ذلكَ يجري على وقعِ دولارٍ يقفزُ عشرةَ الافِ ليرةٍ في اسبوعٍ،
والناسُ لا تصدِّقُ حجمَ الانهيارِ السريعِ الذي بلغَ الارتطامَ، ولا مَنْ يتدخَّلُ ولا من يقولُ للمواطنينَ ماذا يحصلُ.
وإذا كانتْ هناكَ اجراءاتٌ ستتخذُ لوقفِ هذا الانهيارِ الذي كانَ متوقَّعاً والذي كتبنا عنهُ منذُ اشهرٍ.
الى مَنْ يذهبُ الناسُ؟
ولِمنْ يلجأونَ؟
وكيفَ يدفعونَ مستحقاتهمْ وفواتيرهمْ اليوميةَ؟
صفيحةُ البنزينِ تفوقُ المليونَ ومئتي الفِ ليرةٍ، فكيفَ يتنقلونَ في غيابِ خطَّةِ نقلٍ عامٍ،
وصفيحةُ المازوتِ تفوقُ بعشرةِ دولاراتٍ، فكيفَ ومَنْ أينَ يؤمِّنُ الناسُ اموالاً للتدفئةِ ولمولِّداتِ الاحياءِ التي تَرفعُ اسعارها بالدولارِ حتى ...
هو الجنونُ ايضاً الذي يرافقُ اسعارَ الموادِ الاستهلاكيةِ والتي تتبدَّلُ بينَ لحظةٍ واخرى، من دونِ حسيبٍ ورقيبٍ في غيابٍ كاملٍ لمراقبي وزارةِ الاقتصادِ.
شعبٌ يقعُ تحتَ رحمةِ "تجَّارٍ فجَّارٍ"، وسلطةٍ فاسدةٍ سارقةٍ واكثرَ فجوراً، ومع قضاءٍ بالكادِ يفصلُ في شجارٍ بينَ جارينِ، فكيفَ يفصلُ بالامورِ الكبيرةِ...
***
اما القوى العسكريةُ فتلقَّتْ بالامسِ جرعةَ دعمٍ لستةِ اشهرٍ تبدو كالشحادةِ في بلدٍ اعتادَ العيشَ على نفقةِ ونِعَمِ الآخرينَ بعدما دمَّرتهُ الطبقةُ الحاكمةُ وافقدتهُ دورهُ..
ماذا بعدُ؟
وماذا تخبىءُ لنا هذهِ السلطةُ الفاسدةُ الاسبوعَ الطالعَ؟
نقاشٌ من جديدٍ حولَ مجلسِ وزراءٍ ينعقدُ ام لا، حولَ مجلسِ قضاءٍ اعلى وصلاحياتهِ، حولَ انتخاباتِ الرئاسةِ ونصابِ النصفِ زائداً واحداً،
حولَ الدولارِ الذي يتابعُ طلعاتهِ ونزلاتهِ،
حولَ سعرِ الصرفِ الجديدِ اعتباراً من اولِ شباط..
***
كلُّ ذلكَ يجري مع جدلٍ لا يُوصلُ الى مكانٍ، اما المواطنُ المسكينُ فيعرفُ تماماً أن مكانهُ مع هؤلاءِ المجرمينَ سيبقى في القعرِ من دونِ ايِّ أملٍ بالآتي من الايامِ.
اعذروني على هذهِ الصورةِ القاتمةِ في نهايةِ الاسبوعِ!