| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من دونِ ان يقولَ ايَّ شيءٍ، ومَنْ دونِ ان يُصدِرَ ايَّ تعليقٍ، او موقفٍ، ومَنْ دونِ ان يمنعَ دخولَ وخروجَ ومبيتَ النوابِ في ساحةِ النجمةِ،
عمدَ رئيسُ مجلسِ النوابِ نبيه بري الى تحديدِ جلسةٍ للجانِ المشتركةِ يومَ الخميسِ المقبلِ لدراسةِ وبتِّ مجموعةِ مشاريعَ قوانينٍ،
هو يُعرفُ أنها لنْ تُقرَّ ما دامَ ليسَ هناكَ رئيسُ جمهوريةٍ، إلاَّ إذا جاءتْ الفتوى بإصدارِ قوانينَ تُنشرُ لصقاً بشكلٍ اعلانيٍّ،
وكونُ توقيعِ رئيسِ الجمهوريةِ هو ذو طابعٍ اعلانيٍّ ليسَ اكثرَ،
وهكذا ردَّ رئيسُ مجلسِ النوابِ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ على محاولةِ بعضِ النوابِ فرضَ واقعٍ شعبويٍّ همْ يعرفونَ أنهُ لنْ يُوصلهمْ الى شيءٍ، بتعيينِ جلسةٍ تشريعيةٍ للجانِ،
مُطيحاً بالموعدِ الاسبوعيِّ لجلسةِ انتخابِ رئيسٍ وقائلاً للمزايدينَ:
ها ان مجلسَ النوابِ مدعوٌّ للتشريعِ ايضاً من دونِ ان يُضيِّعَ الوقتَ في جلساتِ انتخابٍ عقيمةٍ لا تقدِّمُ ولا تؤخِّرُ...
وهكذا الى متى سيستمرُّ النوابُ في اعتصاماتهمْ المفتوحةِ على "علكِ" نفسِ المواقفِ ونفسِ العنترياتِ..
كنا من أبرزِ الداعمينَ لهؤلاءِ ومن ابرزِ المنادينَ بالتغييرِ، لكنَّ اداءَ هؤلاءِ من يومِ دخولِ الندوةِ النيابيةِ الى اليومِ كانَ اداءً مخيِّباً للامالِ ومُبكياً..
ألمْ يكنْ حرياً بهؤلاءِ النوابِ، بدلَ ان يعتصموا، ان يتوحَّدوا اولاً على خيارٍ ومواصفاتٍ واسمٍ،
بدلَ ان يتبعثرَ قرارهمْ وتتناتشهمْ الاحزابُ والمرشحونَ الرئاسيونَ المُعلنونَ وغيرُ المعلنينَ.
هلْ هذا ما انتظرهُ منهمْ الناسُ وهم قد وعدوهمْ بدايةً في حالِ تعثُّرِ إيصالِ مرشحهمْ بالدعوةِ للتظاهراتِ،
فيما خَلُصَ تحركهمْ في نهايةِ المطافِ الى الجلوسِ في العتمةِ، وعلى ضوءِ الشموعِ في مكانٍ يُشبهُ اماكنَ زيارةِ العبادةِ... لا سمحَ اللهُ.
***
الدولارُ في البلادِ يُحلِّقُ والاسعارُ تحلِّقُ معهُ، وحركاتُ الاحتجاحاتِ واقفالِ الطرقاتِ والاضراباتُ من السائقينَ العموميينَ وصولاً الى اساتذةِ المدارسِ،
فيما مَنْ يمسكونَ القراراتِ في البلدِ مجموعةُ صبيةٍ ومراهقينَ يتسلونَ بالقشورِ...
اهلُ بلدي يجوعونَ ويموتونَ من دونِ دواءٍ وخبزٍ وكهرباءٍ،
اما نُوابهمْ ووزراؤهمْ وقادتهمْ فيَنصُبونَ على طريقةِ الكشافةِ خيماً للاعتصامِ وينقصهمْ نيرانُ المخيَّمِ..ليكتملَ الاحتفالُ!
