تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بغضِّ النظرِ عن عصاباتِ الكهرباءِ التي تحدَّثَ عنها وليد جنبلاط في حديثهِ الصحافيِّ، وبغضِّ النظرِ عما يصدرُ عن مجلسِ الوزراءِ وشرعيةِ قراراتهِ ومراسيمهِ ام لا ،
وبغضِّ النظرِ عن السجالاتِ وتراكماتِ التوتُّراتِ بينَ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ وحزبِ اللهِ، وما ستؤولُ إليهِ ورقةُ التفاهمِ بعدَ ما يُعتبرُ تخلِّي "الحزبِ" عن التيارِ،
هلْ سألَ احدٌ كمْ حبَّةَ دواءٍ لمرضى السرطان وكمْ عمليةَ غسيلٍ للكلي كنا سنُجري،
لو لم ندفعْ غراماتِ التأخيرِ عن كلِّ باخرةِ فيولٍ راسيةٍ مقابلَ شواطئنا بانتظارِ الموافقةِ على سلفةِ الكهرباءِ؟
تتشاطرُ الدولةُ وهذهِ المنظومةُ في التشبيحِ على آخرِ ليرةٍ من جيبِ المواطنِ ضرائبَ ورسوماً،
فيما هي تَهدرُ ملايينَ الدولاراتِ على عصاباتها ومافياتها وميليشياتها المنظمةِ داخلَ اداراتِ الدولةِ.
وها هي التحقيقاتُ التي تُجريها شعبةُ المعلوماتِ في ملفَّاتِ النافعةِ والماليةِ والعقاريةِ تؤكِّدُ حجمَ الرشاوى والخوَّاتِ وإن على مستوى الموظفينَ، فما بالكمْ بكبارِ القومِ من متعهدينَ ونوابٍ ووزراءٍ ورؤساءٍ حتى وقادةِ ميليشياتٍ؟
***
الى جانبِ المصارفِ والمركزيِّ، ألسنا بحاجةٍ الى عشراتٍ،
لا بل مئاتِ الوفودِ الدوليةِ ولجانِ التحقيقِ والتدقيقِ للمساءلةِ والمحاسبةِ في كلِّ اداراتنا التي اغرقتنا مع حكوماتنا ومجالسنا النيابيةِ على مدى السنواتِ والعقودِ الماضيةِ بالديونِ والفسادِ والصفقاتِ والمحاصصاتِ والرشاوى والسرقاتِ؟
***
لماذا نحنُ بحاجةٍ الى انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ وليترأسَ ايَّةَ جمهوريةٍ؟
ومن بإمكانهِ ان يُديرَ هذهِ الجمهوريةَ الفالتةَ على غاربها، وفيها كلُّ كراتِ النارِ في العالمِ تدورُ في ارجائها، ولا حلولَ لها.
أليستْ مهمةً انتحاريةً لِمنْ يتولى مسؤوليةَ إدارةِ هذهِ المزرعةِ الفالتةِ بكلِّ ما للكلمةِ من معنى؟
ماذا بقيَ فيها اساساً، وهي الغارقةُ بالديونِ والافلاساتِ والانهياراتِ في كلِّ المجالاتِ والقطاعاتِ؟
شعبٌ ينتحرُ في جمهوريةٍ نحروها، تُفتشُ عن رئيسٍ انتحاريٍّ...!